آلة موسيقية تستعمل في طرد الجن وشفاء المرضى من المس
هذه الآلة إرتبطت بظهور الطوارق وظهور ثقافاتهم، وحكاية آلة التيندي تختصّ بها نساء الطوارق دون الرجال تصنع من إناء خشبي لطحن الحبوب، ويغطى بجلد حيوان يثبت بجموعة من الخيوط، ويثبت على جانبي الإناء عودان خشبيان غليظان بطريقة متوازية لتبدو في نهاية الأمر مثل الأرجوحة، تجلس فتاتان على طرفيها لتثبيتها، بينما تقرع فتاة أخرى عليها، ويتحلق حولها النسوة للمشاركة في أوركسترا العازفين بإطلاق تصفيقات محسوبة زمنيا مع إيقاع التيندي، ما يميّز التيندي عن الآلات الإيقاعية الأخرى، أنها تغطى بقطعة قماش ثم ترش بقليل من الماء لزيادة الإيقاع وتكون عملية رش الماء بين الفينة والأخرى حسب الحاجة، وهذا ما يعطيه فلسلفة روحية لها علاقة بالمطر والخصب والتفاؤل، وتعزف آلة التيندي في الأفراح والأعياد الدينية مثل المولد النبوي، تستعمل أيضا في بعض الطقوس الروحانية وطرد الجن وشفاء المرضى من المس، كما تستعمل الآلة فيما يسمى رقصة الجِمال إذ يعزف التيندي للجمال في المواسم الفرجوية فتطرب له الجِمال وتحوم حوله وتسمى هذه الرقصة باللغة الطارقية إيلوغان، كما تقرع طبول التيندي في مناسبات أشبه باختيار ملكة جمال الحي أو القبيلة في السابق، أو ما يسمى باختيار رأس النعامة إذ تختلف تسميات هذه الطقوس من منطقة إلى أخرى.
تعود جذور موسيقى التيندي، حسب الباحث بادي بيدا، إلى سنة 1935 حيث انتقل التيندي من منطقة الطاسيلي في الصحراء الجزائرية إلى منطقة الأهقار، بعدها رحل التيندي إلى مالي والمناطق المجاورة لها وعاد بشكل أكثر جودة في نهاية السبعينات ومنذ ذلك الحين تعدت استخداماته الاحتفالية والطقوس المرتبطة به في مجتمعات الطوارق