حوس بلادك !

أبرز محطات الثورة التحريرية

تعرف على سبب إعلان الخامس من جويلية عيدا للاستقلال

249

إن ما قام به المستدمر الفرنسي من جرائم إنسانية مروعة مست كامل أقطار المجتمع الجزائري، مما تسبب في القيام بردة فعل شعبية عارمة تمثلت في مظاهرات الثامن من ماي 1945 والذي شهد غليانا شعبيا كبيرا، فهم المجتمع الجزائري من خلاله أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة. وأدى بشكل مباشر إلى إلتفاف الشعب على الثورة واحتضانها، والوقوف في صف واحد لمجابهة المستعمر الفرنسي.
ليأتي بعدها عيد النصر الذي به تم وقف إطلاق النار بتاريخ 19 مارس 1962، وهو يوم تاريخي كان شاهدا على بداية عهد جديد لشعب صمم على البقاء حرا، وقدم تضحيات جسام من أجل فرض إرادته في نيل حريته واستقلاله.

وقد كانت هذه المحطة بمثابة انطلاق مرحلة جديدة تتعلق بتقرير مصير شعب قدم من التضحيات ما مكنه من فرض إرادته في استرجاع سيادته أمام محتل لطالما استلذ بتعذيب شهداء الوطن، حيث تم إقرار وقف إطلاق النار في تاريخ 19 مارس1962 في أعقاب التوقيع على اتفاقيات ايفيان من طرف ممثلي الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية وممثلي الحكومة الفرنسية.

هذا ويجمع المؤرخون بأن اندلاع الكفاح المسلح يوم الفاتح نوفمبر 1954 لم يغلق أبدا الباب أمام المفاوضات من أجل استقلال الجزائر، بما أن الاتصالات الأولى بين جبهة التحرير الوطني – الممثل الوحيد للثورة – والحكومة الفرنسية قد انطلقت سريا سنة 1956 لاسيما في إطار المحادثات غير الرسمية بين الوفد الخارجي لجبهة التحرير الوطني ووزير الخارجية الفرنسي كريستيان بينو.

وبعد أول اتصال جرى بالقاهرة، التقى الطرفان في يوغسلافيا يوم 26 جويلية 1956، حيث ترأس الوفد الجزائري محمد يزيد وأحمد فرانسيس، فيما مثل الطرف الفرنسي بيار كومين.
وكانت أولى المفاوضات بين الوفدين الفرنسي والجزائري قد فشلت في جوان 1960، عندما طلبت الحكومة الفرنسية استسلام جيش التحرير الوطني، وهو ما رفضته الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية.

وفي يوم 11 ديسمبر 1960، دفعت المظاهرات الشعبية التي شهدتها الجزائر الجمعية العامة للأمم المتحدة بإدراج القضية الجزائرية ضمن جدول أعمالها، وفي هذا الظرف وجد الطرف الفرنسي نفسه مضطرا تحت الضغط الدولي للجلوس مجددا إلى الطاولة للتفاوض حول إنهاء الاستعمار.

وفي سنة 1961، استمرت المحادثات الرسمية سنة كاملة إلى غاية الإعلان عن وقف إطلاق النار.

وقاد الوفد الجزائري في مفاوضات ايفيان وزير الشؤون الخارجية في الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية، كريم بلقاسم، فيما قاد الوفد الفرنسي، لويس جوكس، علما أن هذه المفاوضات جرت في جولتين بإيفيان.

وبعد مفاوضات عسيرة قادها وفد جزائري مقتنع بعدالة القضية الجزائرية، تم الاعتراف بالاستقلال التام للجزائر بكامل وحدة ترابها.

وفي يوم 19 مارس 1962، شرع في تطبيق وقف إطلاق النار ليتم بعدها تنظيم استفتاء حول تقرير المصير يوم الفاتح يوليو بالجزائر، مما سمح بإعلان استقلال الجزائر يوم 5 جويلية 1962.
هي محطات خالدة مرت بها ثورة الجزائر التحريرية، وقادت الثوار إلى التحرر بجبين مرصع بجواهر الحرية، يزين وجوه شهدائنا الذين دافعوا عن القضية واستردوا حريتهم المسلوبة، لنتمتع نحن بالاستقلال وننعم بالحرية في أرض الشهداء.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

Translate »
آخر الأخبار