أسواق رمضان الليلية.. وجه آخر للحركة السياحية في الجزائر
تزدهر الأسواق الليلية في الجزائر خلال شهر رمضان، فتتحول المدن إلى فضاءات نابضة بالحياة حيث تتداخل الأضواء، والروائح العطرة، وصخب الباعة في مشهد سياحي فريد. تشكل هذه الأسواق جزءًا أساسيا من الطقوس الرمضانية، إذ لا تقتصر على التسوق، بل تصبح ملتقى اجتماعيا وثقافيا يعكس تنوع العادات والتقاليد عبر مختلف ولايات البلاد.
▫️القصبة.. حيث يلتقي التاريخ بالحركة الليلية
في الجزائر العاصمة، تكتسي الأسواق الشعبية مثل “سوق باب عزون” و”سوق سيدي رمضان” حلة خاصة بعد الإفطار، حيث تعرض المحلات والمباسط منتجات تقليدية تتراوح بين التوابل والعطور، وصولا إلى الحرف اليدوية التي تحظى بإقبال واسع من السياح الباحثين عن هدايا رمضانية مميزة. تنبض القصبة القديمة بالحياة، إذ يجد الزوار أنفسهم في رحلة عبر الزمن، حيث يمتزج التراث العثماني بأصوات المنادين وأضواء الفوانيس المعلقة على الجدران العتيقة.
▫️قسنطينة.. أسواق تاريخية تنبض بالحياة
في الشرق الجزائري، تمثل “السويقة” و”رحبة الصوف” في قسنطينة نقاط جذب رئيسية خلال ليالي رمضان، حيث يزداد الإقبال على الحلويات التقليدية مثل “المقرود” و”البقلاوة”. تتزين شوارع المدينة القديمة بالمصابيح، ويستمتع الزوار بجولات بين المحلات التي تعرض الأقمشة المطرزة، والمنتجات المحلية التي تعكس تراث المدينة العريق.
▫️وهران.. ليالي ساحلية بروح رمضانية
على الساحل الغربي، تستقبل وهران زوارها بأجواء احتفالية تمتد حتى ساعات السحور، حيث تتحول الساحات والأسواق مثل “سوق المدينة الجديدة” إلى مركز للحركة الليلية. تشهد المطاعم التقليدية إقبالًا كبيرًا، حيث يتذوق الزوار أطباق “البوراك الوهراني” و”الجاري” قبل أن يجوبوا الأزقة التي تعج بالموسيقى الأندلسية والعروض الفنية المفتوحة.
▫️غرداية.. الأسواق التقليدية في قلب الصحراء
في الجنوب، تقدم أسواق غرداية نموذجًا مختلفا للأسواق الرمضانية، حيث يحتفظ السكان بتقاليد البيع داخل الأزقة الضيقة للمدينة القديمة. تعج الأسواق المحلية بالحرفيين الذين يعرضون منتجاتهم اليدوية، مثل الزرابي والمنسوجات التقليدية، في مشهد يجمع بين العراقة والروحانية. مع اقتراب وقت السحور، تجتمع العائلات في الساحات المفتوحة، حيث يحتسون الشاي الصحراوي ويتبادلون أطراف الحديث في أجواء تعكس دفء الحياة في الواحات.
▫️رمضان.. موسم سياحي بامتياز
تقدم الأسواق الليلية في الجزائر تجربة سياحية متميزة، حيث يجد الزوار أنفسهم أمام مشهد يعكس التنوع الثقافي للبلاد. بين الأكلات التقليدية، والموسيقى الشعبية، والحرف اليدوية، تتحول هذه الأسواق إلى فضاءات تتلاقى فيها العائلات والسياح، في أجواء تمتزج فيها البهجة بالتاريخ، لتصبح ليالي رمضان موعدا سنويا لاكتشاف الجزائر بروح جديدة.