حوس بلادك !

أصل المثل القائل(ترخسي يالزرقة ويركبوك بني عداس…)

432

هذا احد الامثال الشعبية في الجزائر التي تمثل خزان التراث، تحكي احداث الماضي بايجاز واختصار، وفي هذا الاطار يدخل المثل القائل (ترخسي يا الزرقة ويركبوك بني عداس)، ويطلق في وصف حال كل عزيز أو غالي ذل ورخس، وصار بإمكان من هب ودب الوصول إليه.
والزرقاء هو لقب يطلق علي أجود الخيول، ذات اللون الأبيض الرمادي في ذلك الزمان وأغلاها، وكان لا يملكها في الزمن الماضي إلا ذو النفوذ والمال والجاه، وبني عداس هم قوم غجر في الجزائر، لهم تركيبة غريبة، ومنها أنهم على الأغلب رحل، لا ينتمون لمكان معين أو منطقة بعينها، وهم مستهجنون في المجتمع لأنهم مجتمع مغلق وغريب، ويميلون للتكسب على التحايل والسرقةوالمكر، ويمارسون السحر والشعوذة، فهم عالة على المجتمع، لا يقومون على عمل ولا انتاج، ولهذا كانوا مستهجنين جدا من بقية الفئات في المجتمع، ولكن لما دخل الاستعمار الفرنسي، وفعل بتركيبة المجتمع ما يفعل المستعمِر بكل بلد مستعمَر، حيث هدم بناه المادية والاجتماعية، فأعز الذليل وأذل العزيز، على حسب درجة خنوعه له، لهذا نجد أن كل المجتمع الجزائري قاوم المستعمر بطرق شتى، خاصة في بداية توغله في البلاد، إلا بني عداس كانوا له عونا، فرفع قدرهم، وكافئهم بأن أعطاهم الجياد الأصيلة، وألبسهم البرانس، وعممهم بالعمائم،…إلخ، وجعلهم مقدمين على الخلائق، وأكرمهم حتى ظنوا أنهم أهل لذلك منذ زمنهم الأول، فتطاولوا على الناس وتكبروا عليهم، وزاحموهم في مكانتهم.
فلما رأى منهم أحد ذلك التكبر ورأى عداسيا يمتطى صهوة فرس ازرق كما يوصف، قال هذا المثل، وهو وصف للحال، لا يعني الفرس فقط وإنما كل الظرف.

د. أمال. ع

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

Translate »
آخر الأخبار