أصل المثل القائل (من عام دقيوس)
في لهجتنا الجزائرية نستخدم أمثال شعبية كثيرة، هي نتاج الحكمة والعلم الجمعي للمجتمع، ولكننا قد لا نفهمها جيدا ولا نعرف مصدرها، ومنها المثل القائل (من عام دقيوس)، ويعني منذ زمن بعيد، وهناك كثير من الأمثال التي تشبهه في المعنى، كالمثل القائل (من عام جدة نقبت وذنيها)، أي منذ كانت جدتي صغيرة في عمر الطفولة ونقبو أذنيها لتعليق الاقراط وهي عملية تكون في عمر الطفولة الاولى للبنت، وهناك أمثلة كثيرة.
ودقيوس أو دكيوس في الحقيقة هو إمبراطور روماني، بالرومانية هو (Decius) حكم مابين (249- 251)م، وكان عابدا للأوثان، شديدا في حربه على النصارى (المسيحين) الموحدين لله، فهو يعتبرهم خطر على وحدة إمبراطوريته، ومنهم أهل الكهف، وهم الفتية الذين فروا من بطشه، فناموا في كهفهم في كنف رعاية الله ورحمته مدة طويلة جدا من الزمن، ولم يفيقوا من نومتهم تلك إلا بعد إنقضاء عهده بزمن بعيد جدا، وجعلهم الله آية لخلقه، وأول من بدأ يستخدم هذا المثل هم المفسرون والقراء في البداية، وجاء استخدامهم ذاك في شكل استعارة على طول الزمن وبعده، فبعد ان قرأ أهل العلم تفسير سورة الكهف وقصة الفتيان وكلبهم وفسروها، وعرفوا دور دقيوس فيها، فجعل أحدهم يقول: (من عام دقيوس) أو (حدث هذا في عام دقيوس)، أي منذ زمن بعيد جدا، وقد وصلت للشارع الجزائري عن طريقهم، فصار يقال (من عام دقيوس)، وكأن الحاضر هو زمن استفاقة اهل الكهف، وبقيت شخصية دقيوس مجهولة، مع مرور الوقت أصبحت شخصية خيالية من تراثنا دون ان ندري عنها شيئا.
د.أمال.ع