أصول اسم دزاير

لقد توالت الاسماء على مدينة الجزائر وذلك منذ العصر القديم حوالي القرن الرابع قبل الميلاد على يد الفينيقين، الذين اطلقوا عليها اسم “أكوسيوم”، ولما سيطر الرومان على المدينة في 202ق.م حولوا اسمها ل “أكوزيوم”،  ومعناه (جزيرة النورس).ويذكر البعض أنها سميت جزائر نسبة إلى جزر صغيرة كانت بلقرب من ميناء الجزائر، وقد الحقت برصيفه في الفترة العثمانية، لكن هذه الرواية على الاغلب غير مرجحة.والمرجح أنه بعد ان سيطر عليها مؤسس الدولة الزيرية بلكين بن زيري (بولوغين بن زيري) الصنهاجي، والذي تسمى على اسمه لحد الآن منطقة بولوغين في الجزائر العاصمة، بعد حرب طويلة ضد الزناتيين (قبيلة زناتة)، اطلق عليها بعد ان أعاد تشيدها في 960م، على انقاض المدينة الفينيقية القديمة، اسم جزائر بني مزغنة نسبة إلى قبيلته البربرية الصنهاجية بني مزغنة (وهي أحد بطون قبيلة صنهاجة)، كما يذكر أخرين انه سماها زيري على اسم أبيه تخليدا له، وأضيفت لها الدال في البداية، ولهذا يقال لقاطنها في العامية دزيري.وهناك من يعيد التسمية للاسم البربري “ثيزيري” أي (ضوء القمر) وحرفت الثاء إلى دال ليسهل نطقها. وعلى العموم هناك روايات عديدة في تسميتها دزاير. لكنه الاسم الذي ظل خالدا.وفي منتصف القرن 16 م، أعاد تشييدها الاتراك، وزادوها تحصينا، وسموها وثبتو اسمها دزاير، مع تحريفه ليصبح جزاير، ويشير البعض ان الاتراك حرفوا اسمها دزاير ليصبح جزائر ليتناسب مع معنى جزاير في اللغة التركية وهو البلاد الواسعة المترامية الأطراف. ومن مسمياتها البهجة من الفرحة، تيمنا بأنها ذات بهجة في المرأى نظرا لخضرتها وجمالها، وفي المعيش نظرا لتوفر اسباب العيشة الرغيدة فيها وهوءها العليل. وسميت بالجزائر المحروسة نسبة إلى حادثة وقعت في19 اكتوبر من عام 1541، فبعد أن سيطر الاتراك(الإخوة بربروس) على الجزائر وفرضو الجزية على الاساطيل الاوروبية، نظم الاسبان حملة بحرية انتقامية كبيرة جدا لغزو مدينة الجزائر، وحلفوا على تدميرها ورمي كل حجر فيها في البحر، ووعد كل جندي أوروبي يرمي بحجر منها في البحر بمكافأة، ولكن وفي الليلة 23 أكتوبر 1541م ضربت عاصفة قوية البحر المتوسط، فدمرت الأسطول الاسباني واغرقته، فعرف السكان أنها حماية ربانية، فسمو مدينتهم المحروسة،  وأطلق عليها اسم الجزائر البيضاء، لبياض مبانيها في العهد العثماني، خاصة القصبة بما فيها من قصور ومباني.
د. أمال عزري