حوس بلادك !

أهل تعرف قصة أسطورة الغنجة رمز الجمال الجزائري

1٬130

هذه الأسطورة تحكي قصة غنجة الفتاة الوحيدة لعائلة ثرية، نشأت في عز وترف بعيدا عن أنظار الرجال، ولم يطلع على فتنتها إلا طيور السماء التي كانت تسترق النظر إليها وهي تتنقل بين نوافير المياه العذبة في حدائق قصرها، لم يحدث أن سمع شذى صوتها غريب، تبدأ أحداث القصة عندما اجتاح البلاد في سنة من السنوات جفاف مريع، حمل معه رياحا حارة وحرائق جهنمية أتت على الأرض والزرع، فجفت الوديان، والآبار وذبل النبات، وهلك الحيوان، وساد القحط، وجفت نوافير الماء في بيت غنجة فلم يعد يسمع لها خرير، فـ اتجه الناس في طقوس وطلاسم شعوذة إلى السماء، معتقدين أن الاستعانة بزيارة الأولياء وتقديم القرابين قد ينفع، إلا أن مسعاهم خاب، وفي خيبتهم تلك اجتمع الرجال للتشاور فيما هم فاعلون، وبينما هم في جمعهم إذ قام شيخ إلى والد غنجة وخاطبه قائلا:

يجب على ابنتك وهي رمز العفاف عندنا أن تخرج إلى العامّة عارية الرأس والقدمين فبهذا تنجلي عنا هذه الحال البائسة،

لم يجد والد غنجة بُدا من أن يقبل برأي الشيخ وقصد ابنته ونزع عن قدميها الخفين المطرزين، وحل ضفائر شعرها الذي انسدل على كتفيها، وغطى جسدها، وضع الأب يديه على رأس ابنته وتمتم بتعاويذ مباركا إياها، سألت الفتاة أباها متعجبة: أبي: ما معنى الذي يجري؟”

فرد عليها والدها: سنعيد المياه إلى نوافيرك يا ابنتي إذا أراد الله ذلك، سار الأب مع ابنته في رفق إلى عتبة البيت، وما إن خطت بضع خطوات على الأرض الرمضاء حتى هبت ريح قوية

وتقدمت الفتاة ثم خرجت وظهرت للناس وفجأة تسابق من الغرب سحاب كثيف كالموج يسد الأفق وثقل الهواء وأظلمت السماء محملة بالغيث، الذي انهمر على الأرض الظمآنة أربعة أيام وثلاث ليال متتالية، ارتوت فيها الأرض، وبعدها انقشعت الغيوم وابتهجت الكائنات وانفجرت ينابيع المياه من جديد، واعترافا لها بالفضل قام الناس باحتفالات حول بيت غنجة، ولم تحفظ الذاكرة الشعبية جيدا تفاصيل الاسطورة، أو مكان حدوثها، لكن المعروف أن الأهالي لا يزالون محتفظين بعادات ترجع أصولها الى هذه الأسطورة، إذ تسمى الملعقة في مناطق القبائل ثغنجايت، وفي الاحتفالات بالسنة الأمازيغية التي يحتفل فيها بالسنة الفلاحية والارض والخصب.

د. أمال عزري

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

Translate »
آخر الأخبار