خلدت السجلات التاريخية بطولات و كفاح المجاهد الهاشمي الشريف الذي يعود نسبه الى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حسب شجرة العائلة التي انجزها الاستاذ صلاح الدين الشريف حيث ولد الشيخ الهاشمي بنفطة سنة 1853 م بتونس وعاش طفولته هنالك ولان والده ابراهيم قبل وفاته اوصاه بالعودة الى ارض الوطن فنفذ وصية ابيه واستقر به المقام بالبياضة قرب اخواله القرافين سنة1886م واستقر به الحال فيها واسس بها الزاوية القادرية سنة 1892 م والتي مازالت معالمها تتحدى الزمن الى يومنا هذا وقد ادت دورا كبيرا في المحافظة على الشخصية الوطنية ومحاربة كل انواع التفسخ والاحتلال , كما اسس الشيخ الهاشمي ثلاث زوايا اخرى بسوف احداها في سوق مدينة الوادي وتعتبر الزاوية القادرية بالوادي من ضمن المعـــالم الأثرية البارزة بالولايــــة حيث بني مقر الزاوية سنة 1886م مــن طرف الشيخ الهاشمي الشريف مؤسسها وقد كان من بين مهامه تدريس القرآن وأصول الدين كما كانت نواة للفكر الوطني وحاجــز للوقوف في وجــه ممارسات المستعــــمر الفـــــرنسي والثانية بقمار والثالثة بحساني عبد الكريم اما خارج وادي سوف فقد اسس زاوية بتقرت واخرى بالجزائر العاصمة وثالثة بسكيكدة وقد لعبت هاته الزوايا دورا بارزا في مؤازرة الشيخ الهاشمي ومن بعده ابنه عبد العزيز حيث التجأ اليها بعدما تم نفيه من الوادي وتجلى دور هذه الزوايا في المقاومة الشعبية ضد التدجين والتفسخ وكانت بمثابة مؤسسة اجتماعية تقوم بتعليم القرأن واصول الدين والعلوم الاخرى كعقد القران ومساعدة الضعفاء والمعوزين وتحل الخلافات التي تقع بين الافراد والعشائر والقبائل كما انها صمام الامان الذي يحمي افراد المجتمع رغم الحصار المادي المعنوي للزوايا من طرف الاستعمار الفرنسي , وعندما استغلت فرنسا التوقيع بين انصار الطريقة القادرية والطريقة التجانية لكي تحدث فتنة وعداوة بين الاهالي والسكان من اجل صرفهم وابعادهم عن مقاومة الاحتلال فقد تفطن الشيخ وتنبه الى ما تقوم به ادارة الاستعمار من فتن وزوابع فكان يعمل جاهدا على تقريب وجهات النظر بين الزاوية القادرية والتجانية وقد اوصى ابناءه من بعده بالعمل على التوفيق بين الزاويتين .
شميساء حامد
