تقع مدينة وهران في أقصى الشمال الغربي للجزائر، وهي من أهم وأجمل مدن المغرب العربي، كانت مدينة وهران مأهولة منذ العصور الأولى للحياة البشرية، العصر الحجرى الأول.
تأسست مدينة وهران مع مجيء الفينيقيين في القرن الثاني للميلاد، حيث قاموا ببناء مرفأ تجاريا على سواحلها، كما يرتبط بها مجيء اليهود الأوائل إلى المغرب العربي في نفس زمان قدوم الفينيقين، وشهدت المنطقة هجرتهم إليها من الرقة ومصر، وحسب الروايات فقد عاش فيها النبي يوشع بن النون عليه السلام، ومات فيها ويعتقد أن ضريحه مازال لليوم بها.
وفي العهد الروماني كانت وهران تسمى يونيكا كولونيا (Unica Colonia)، وتعني (المستعمرة الفريدة)،
كما عرفت كذلك باسم (Portus Divini) الميناء الإلاهي، وفي هذا العصر أتى المسيحيون إليها، ومع انهيار الإمبراطورية الرومانية، سقطت المدينة بأيدي الوندال سنة 445م، ثم استردتها منهم الإمبراطورية البيزنطية في سنة 533م، ثم اجتاحها طاعون جيستيان سنة 541م، وفي سنة 645 م فتحها المسلمون،
وفي عام 902 قام الأندلسيون البحارة ببناء وهران على آثار المدينة القديمة، ثم خربت المدينة عدة مرات في نزاعات بين الأمويين والفاطميين، وظلت محل صراع بين الدويلات المتتالية والمتصارعة في المغرب الإسلامي، إلى أن استولى عليها الإسبان سنة 1509م، ولم تحرر منهم إلا في سنة 1792م، واستولى عليها الفرنسيين في سنة1831م.
أما بالنسبة لاسمها الحالي فقد ذكر أنه كلمة امازيغية ومعناها الأسود، وذلك نسبة لأسود الأطلس التي كانت تعيش بجوار وادي الهاران (وادي العين)، وعرفت وهران قديما باسم ايفري وهي كلمة امازيغية وتعني المغارة أو الكهف، وهي تسمية مرتبطة بالكهوف الموجودة في الجبال المحاذية للمدينة، ولها تسمية أخرى يحب أهلها تسميتها بها، وهي (الباهية) نظرا لبهاوتها وطيبة أهلها.
د.أمال عزري
