الإفطار وسط الطبيعة.. أفضل الوجهات لتجربة رمضانية فريدة بالجزائر
تتحول بعض الوجهات الطبيعية في الجزائر خلال شهر رمضان إلى محطات رئيسية للراغبين في تجربة إفطار خارج النمط التقليدي، حيث يختار الكثيرون الخروج من المنازل والمطاعم إلى أماكن مفتوحة توفر أجواءً استثنائية تجمع بين جمال الطبيعة وخصوصية الشهر الفضيل. من الواحات الصحراوية في بسكرة وغرداية إلى المرتفعات الجبلية في الشريعة، ومن الشواطئ الرملية في سكيكدة إلى السواحل الهادئة في وهران، تتعدد الخيارات التي تمنح الصائمين فرصة الاستمتاع بلحظة الإفطار وسط مناظر طبيعية خلابة بعيدا عن ضجيج المدن.
▫️الواحات الصحراوية… نفحات رمضانية بين النخيل والكثبان
تستقطب الواحات الصحراوية في الجنوب الجزائري محبو التجارب الاستثنائية، حيث توفر مناطق مثل بسكرة، غرداية، وتيميمون فضاءات مثالية للإفطار في أجواء هادئة تحيط بها أشجار النخيل والرمال الذهبية. في هذه المناطق، يفضل كثيرون تنظيم موائد جماعية حيث يتم تحضير أطباق تقليدية مثل “الرفيس” و”الشخشوخة”، إلى جانب التمر والحليب الذي يعد عنصرا أساسيا في الإفطار الصحراوي.
يشهد وادي ميزاب في غرداية إقبالا خاصا خلال رمضان، حيث تجتمع العائلات قرب المنابع الطبيعية أو في الظلال الكثيفة لنخيل الواحة، مستمتعين بنسيم الصحراء المنعش لحظة الإفطار. أما في بسكرة، فيفضل الزوار التوجه نحو منطقة “طولقة”، المعروفة بواحاتها الشاسعة التي توفر بيئة مثالية للاستمتاع بمذاق الإفطار وسط هدوء الطبيعة الصحراوية.
▫️الشريعة… إفطار في أعالي الجبال وسط الغابات والهواء النقي
تعد مرتفعات الشريعة، الواقعة بالقرب من العاصمة الجزائر، واحدة من الوجهات الأكثر استقطابا لمحبي الإفطار في الهواء الطلق. اذ توفر مشاهد بانورامية تطل على الهضاب والوديان المحيطة، مما يجعل لحظة الإفطار تجربة مميزة وسط الغابات والصخور الشاهقة.
يفضل الزوار نصب موائدهم بالقرب من قمم المرتفعات أو في المساحات المخصصة للنزهات، حيث يتم تحضير وجبات الإفطار التقليدية التي تضم “الكسكس” و”الشوربة الحمراء”، إلى جانب المشروبات الدافئة التي تتماشى مع برودة الطقس في هذه المناطق. ومع اقتراب موعد الأذان، ينتشر عبق الطعام المحضر على النار الخشبية، بينما يضفي ضوء الشموع والمصابيح الصغيرة أجواءً ساحرة على المكان.
▫️الشواطئ الرملية… نكهة إفطار مختلفة على البحر
تشهد الشواطئ الجزائرية حركة غير اعتيادية في رمضان، حيث يفضل كثيرون الإفطار على الرمال الدافئة، مستمتعين بمنظر الغروب الذي ينعكس على سطح البحر. في سكيكدة، يتوجه الزوار نحو شواطئ “سطورة”، حيث تقام موائد عائلية وليت الأصدقاء، في حين تحظى شواطئ وهران مثل “مداغ” و”كاب فالكون” بإقبال كبير من سكان المدينة الباحثين عن لحظة إفطار هادئة أمام الأمواج المتلاطمة.
تتميز تجربة الإفطار على الشاطئ بطابعها البسيط، حيث يفضل كثيرون تناول وجبة خفيفة تتكون من التمر، الخبز التقليدي، والشاي الأخضر، قبل الانطلاق في جولة على الرمال أو الجلوس حول نار صغيرة لمواصلة السهرة الرمضانية تحت السماء المفتوحة. ومع حلول الليل، تصبح الشواطئ مساحات تجمع بين التأمل والاسترخاء، حيث يستمتع الزوار بأجواء البحر الهادئة بعد يوم طويل من الصيام.
تمنح الطبيعة الجزائرية خلال شهر رمضان فرصة لا مثيل لها لتجربة الإفطار في أجواء غير تقليدية، حيث تتنوع الوجهات بين الواحات الهادئة، المرتفعات الجبلية، والسواحل الرملية، لتلبي مختلف الأذواق والتفضيلات. ومع تزايد الإقبال على هذه الفضاءات المفتوحة، يتحول الإفطار في الهواء الطلق إلى طقس رمضاني يعكس حب الجزائريين للطبيعة ورغبتهم في استكشاف أماكن جديدة تمنحهم لحظات لا تنسى وسط جمال المشاهد الطبيعية.