تعد أكلة “الباذنجان” المفضلة لدى سكـان الغرب الجزائري في موسم الصيف، وتختلف طريقة تحضيرها و تقديمه امن منطقة إلى أخـرى، ما يضفي عليها تنوعا ثقافيـا ثريا، فمنها من لا يحبذ طهي مرقه بغير لحم الدجاج و منها من يطهوه بشتى أنواع اللحم، و منها من يطبخه بالحمص المنقوع كمكون أساسي و منها من يضيف دوائر البطاطا المقلية في أنحاء الطبق و منها أيضا من يطبخه مستعملا توابل خاصة كالكروية و الكركم، و لكن جل المناطق تتشاطر في طريقة طهيه و هي قلي دوائر الباذنجان في الزيت قبل رميها في المرق الخـاص.
فمثلا في تلمسان يجب مرافقة الطبق بشربة المقطفة أو الفداوش (عجائـن تحضر في المنزل)، أما مستغانم فلا تخلوا مائدته من فلفل مشوي و مقلي بالبصل لتعويض السلطة، أما سكان معسكر فيرافقون الطبق بقرون الحار المخلل ( القلياط أو جواحار)، في تيارت يرافق لبن البقر الطبق على الموائد و لا تخلوا مائدة البرانية من خبز الدار و المطلوع، و بعد انتهاء الوجبة تقدم قطع البطيخ بعد تبريـدها، و تحكي الجدات أن البرانية كانت في الماضي القريب وجبة الضيوف القادمين من بعيد في عيد الفطر و هذا لقيمتها الكبيرة أنذاك.
“البرانية في دار القلوش فامة”، هو مثل شعبي تلمساني و قصته هو أن عائلة القلوش أو الألوش كانت تقدم هذه الأكلة للضيوف و لما يتحسس أفرادها بنفورهم منها يقولون “البرانية في دار القلوش فامة” و مصطلح فامة “fama” هو مصطلح إسباني معناه مشهور أو محبوب، و يعني أن أكلة البرانية هي الأكلة المحبوبـة لدى أفراد العائلة و لا تحضر إلا للضيوف المقربيـن.
خلود لعدايسية
