تعتبر مسيلة من المناطق التي أهلت منذ القديم، واختلف المؤرخون على تحديد تاريخ ذلك بدقة، لكن الثابت أن للمسيلة وجود حتى قبل المملكة النوميدية، وقد ضمها الملك ماسينيسا لمملكة نوميديا ما بين سنتي (200 و 193) ق.م، كما يذكر أن يوغرطا قد احتمى بها من ملاحقة الرومان سنة 106م، وقد دخلها الرومان سنة 541 م واحتلوها، وسميت في عهدهم (بزابي) Zabi الرومانية، ثم غزاها الوندال بعدهم وخربوها كعادتهم، وأعاد بناءها البيزنطيين وأسموها Zabi Gustiniana، وهناك خلاف واضح في الدراسات التاريخية وحتى الانثروبولوجية في تحديد أصل تسمية لمسيلة بهذا الاسم، حيث يعيدها البعض للأصول الامازيغية، حيث يربط بينها وبين قبيلة ماسيليا(بني مسيل) أو ميسولا في الرومانية القديمة، وهي بطن من بطون القبيلة البربرية الزناتة، والتي كانت تنتشر في أغلب أراضي نوميديا الشرقية، ولكن لما زال ملك ونفوذ هذه القبيلة ظل الاسم عالقا بالمنطقة، كما يذكر البعض أنها تعود للفظة البربرية تامسيلت، وهذه هي الرواية الأرجح لأصل التسمية.
وقد غيرت تسمية لمسيلة إلى المحمدية في عهد الفاطميين، الذين أعادوا بناءها سنة 927 م، على يد أبو القاسم محمد بن عبيد الله الفطمي، ثم خربت من قبل الخوارج، وأعاد بناها الحماديون، حيث بنو قلعتهم جهة الشمال الشرقي منها (بلدية المعاضيد حاليا)، واتخذوها عاصمة لهم على يد حماد بن بلكين بن زيري الصنهاجي عام 1007 م، (وهي نفس العائلة التي بنت جزائر بني مزغنة، وهي نفسها التي أسست بجاية الحمادية).
وبعد سقوط حكم الحماديين، عادت تسمية لمسيلة للظهور، لكن حرفت قليلا لتناسب النطق العربي، وهذه الرواية الأكثر صحة ورجاحة.
وهناك من ربط بين تسمية مسيلة دون تحديد لأصله عربي أو أمازيغي، إلى طبيعتها منذ القدم، والتي تحوي الكثير من الوديان ومجاري المياة ( كوادي القصب، وادي اللحم، وادي لقمان، واد سلمان…الخ)، كما يذكر أنه كان بها سد للري في العهد الروماني، والكثير من الأحواض، كما أن المدينة بنيت في حوض منبسط كانت فيه مسطحات مائية ومجاري، وهو حوض الحضنة، والحضنة هي أحد تسميات منطقة لمسيلة وما جاورها.
وقد ذكر اسم لمسيلة من قبل الكثير من المؤرخين والجغرافيين العرب في كتبهم القديمة، كصورة الأرض للبكري، وابن الأثير في كتابه الكامل في التاريخ، وابن عذاري المراكشي في كتاب البيان المغرب وغيرهم، على أنها أرض مسيلة، وهو ما يعني أن الرواية الأولى هي الأصح.
د.أمال عزري
