يعتبر الحرم الإبراهيمي في الخليل أقدم بناء مقدس في العالم ما زال مستخدما حتى اليوم، وجاءت قدسيته لضمه رفات نبي الله إبراهيم وزوجته سارة وابنيهما إسحاق ويعقوب وزوجتيهما ليقا ورفقا، ولا يعرف على وجه اليقين متى بدأت قدسية الموقع فالمصادر التاريخية لا تساعد في تتبع تاريخ الحرم قبل الفترة الرومانية بكثير، يتكون المبنى الحالي من سور ضخم “حير”شيد فوق مغارة مزدوجة، هناك تشكيك في مبنى الحرم وذكر المؤرخ الروماني يوسيفوس كل المباني بناها الملك هيرودوس ولا يذكر الحرم الإبراهيمي من ضمنها، لكن الطراز المعماري الذي بني به الحير لا يدع مجالا للشك بأنه على الطراز المعروف بالهيرودياني، ويتميز هذا البناء باستعمال الحجارة الضخمة التي قد تصل إلى أمتار عدة طولا وبارتفاع قد يزيد على متر، ويذكر بأنه وعلى الرغم من ضخامة البناء وعمره المديد الذي يزيد على ألفي عام، وعلى الرغم كذلك من تعرض المدينة إلى العديد من الزلازل الشديدة، فلم يفقد المبنى رشاقته ولم يتعرض إلى ضرر يذكر يقتضي ترميمه، وأما الحجارة فهي شديدة التهذيب ويحيط بالحجر إطار مسمسم عرضه حوالي 10 سم.
أميرة بوحجار
