الخطبة للفتاة في المجتمع الجزائري التقليدي
لقد كان الجزائريون قديما يطبقون النص التراثي القائل (اخطب لبنتك قبل ابنك)، فكانوا يعلنون عن رغبتهم بتزويج بناتهم بطرق مختلفة كل حسب حاله، ففي المناطق الريفية والداخلية كان يتم عن طريق الوشم، فلما توشم الفتاة عند بلوغها، يفهم جميع من في محيطها أن أهلها يريدون تزويجها.
وفي مناطق أخرى يغيرون نوع أقراطها، التي تكون قبل بلوغها أقراطا فضية صافية بسيطة، لا يوجد بها لا نقش ولا ألوان، وعند بلوغها تغير بأقراط أكبر حجما ومزخرفة بالأشكال والألوان هذا في بلاد القبائل، وفي بلاد الشاوية تغير بنوع من الأقراط يسمى مشرفات.
أما الجزائر العاصمة وهي منطقة حضرية تكاد المرأة فيها لا ترى، ولا تخرج للعوام ، فقد اعتاد الرجل على الإعلان على رغبته في تزويج بناته بنفسه، وذلك من خلال وضع غصن نعناع خلف أذنه، وتكون الوريقات التي في الغصن بحسب عدد البنات اللاتي يريد تزويجهن، ويقوم بهذا كل من يقوم مقام الولي على الفتاة إذا غاب أبوها أب، أخ، خال عم، ابن عم …إلخ، وكل من يرى وريقات النعناع يعرف مباشرة بأن تحت ولاية هذا الرجل بنات للزواج، بناته أو من عائلته، وإذا أعجبه نسبه ورغب به يتقدم لطلب إحداهن وقائلا باللهجة العامية (نريد نسبتك بالنعناعة لي عندك)، أي التي تضعها خلف أذنك، ومن هنا استمد اسم نعناعة في التراث الجزائري.
د. أمال عزري