السينما الجزائرية تتألق في مهرجان فيسباكو: “فرانز فانون” و”خمسينات” يحصدان جوائز دولية
حصد المخرجان الجزائريان عبد النور زحزاح وآسيا خميسي تتويجا سينمائيا جديدا في الدورة 29 لمهرجان فيسباكو، أبرز تظاهرة سينمائية في القارة الإفريقية، حيث نال فيلم “فرانز فانون” جائزة أسبوع النقد، بينما فاز الفيلم الوثائقي “خمسينات” بجائزة الأفلام القصيرة.
عكس التتويج الإشعاع المتزايد للسينما الجزائرية على الساحة الدولية، مؤكدا قدرتها على المنافسة في أرقى المحافل السينمائية. جاء هذا الإنجاز بعد الجلسات الوطنية للسينما التي أشرف عليها رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، ما يعزز الرؤية الاستراتيجية التي تسعى إلى تطوير الصناعة السينمائية في الجزائر وتمكينها من احتلال موقع ريادي عالميا.
استطاع المخرج عبد النور زحزاح من خلال فيلمه “فرانز فانون” أن يجسد بصريا عمق أفكار المفكر الثوري فرانز فانون، الذي كان له تأثير كبير في حركات التحرر عبر العالم، مقدما قراءة سينمائية قوية لتاريخه وفكره. أما المخرجة آسيا خميسي، فتمكنت بفيلمها الوثائقي “خمسينات” من تقديم رؤية إنسانية وفنية لفترة الخمسينات في الجزائر، مسلطة الضوء على التحديات الاجتماعية والسياسية التي خاضها الجزائريون خلال الاحتلال الفرنسي.
وقد أكدت وزارة الثقافة والفنون، بقيادة الوزير زهير بللو، أن هذه الجوائز تعكس الحيوية المتجددة للسينما الجزائرية، مشددة على أهمية دعم السينمائيين في مختلف مراحل إنتاج أعمالهم، سواء من خلال الدعم المالي، أو توفير ورشات تكوينية، أو تسهيل عرض الأفلام الجزائرية في المهرجانات الدولية.
هذا فيما ثمن الوزير زهير بللو الإنجاز، مهنئا المخرجة آسيا خميسي والمخرج عبد النور زحزاح على تميزهما، ومؤكدا أن الوزارة ماضية في استراتيجيتها لتعزيز مكانة السينما الجزائرية كأحد ركائز الثقافة الوطنية، عبر برامج دعم متكاملة تشمل الإنتاج، الترويج، والتوزيع.
أبرز نجاح فيلمي “فرانز فانون” و’خمسينات” موهبة المخرجين الجزائريين، وأيضا الجهود الكبيرة التي تبذلها الجزائر لترسيخ صناعة سينمائية قادرة على المنافسة عالميا، وهو ما يعكس التوجه نحو إعادة الاعتبار للسينما كوسيلة لنقل الهوية الثقافية والتاريخية للبلاد إلى جمهور واسع.