حوس بلادك !

الشيخ طاهر الجزائري مصلح مجدد أم شيخ خاضع للإستعمار؟

18

ولد طاهر بن صالح بن أحمد الجزائري السمعوني عام 1852 في دمشق، لعائلة علم جزائرية تنتمي لقبيلة سمعون الأمازيغية، وكان أبوه قد تقلد منصب الإفتاء على مذهب الإمام مالك في دمشق بعد قدومه إليها عام 1847، بعد نفي الأمير عبد القادر الجزائري. وقد نشأ طاهر في دمشق وقضى فيها معظم حياته، وعاش دون أن يتزوج متفرغا للعلم وتحصيله.
وكان رحمة الله عليه زاهداً ورعاً مبتعداً عن التساهل في أحكام الدين، وكان لا يبالي بالتأنق والتزين في ملبسه ولا يهتم لهذه الشكليات، وبقي عزباً لم يتزوج، وكان يرفض أن يأخذ مساعدة من أحد مهما كان، وعاش سنيناً في مصر من بيع كتبه ومخطوطاته، وكان مع قلة حيلته وفقره يتصدق على الفقراء والمساكين.
عمل معلمًا، واشترك في تأسيس «الجمعية الخيرية» مع بعض علماء دمشق وأعيانها، والتي كان لها كبير الأثر في افتتاح تسع مدارس ابتدائية — اثنتان منها للإناث — وعينه الوالي مفتشًا عامًّا عليها؛ حيث بذل جهودًا كبيرة في تأسيس المدارس ووضع مناهجها، ومكافحة الأمية وحمل الآباء على تعليم أبنائهم. كما أسس «المكتبة الظاهرية» بدمشق وجمع فيها في بادئ الأمر عددًا من المخطوطات التي كانت مبعثرة في المدارس، ثم اتسعت لتصبح واحدة من كبرى المكتبات العربية، وأسس لاحقًا مع آل الخالدي «المكتبة الخالدية» في القدس،عاش طاهر الجزائري إبان احتلال أوروبا لكثير من بلاد الإسلام بسبب حالة الضعف والهزيمة بسبب شيوع الجهل والخرافة وعجز الدولة العثمانية، ولذلك اجتهد في دراسة حال الأمة وكيفية العمل على إصلاحها، وتوصل إلى أن العلم هو مفتاح النهضة للأمة، العلم الشرعي الصحيح الذي يحيي روح الأمة وقلبها، والعلم الدنيوي السليم الذي يعالج جسدها وأعضاءها.

شميساء حامد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

Translate »
آخر الأخبار