حوس بلادك !

الصناعات التقليدية في رمضان… حرف عريقة تنير ليالي الشهر الفضيل بالجزائر

445

 

تحافظ الصناعات التقليدية في الجزائر على حضورها القوي خلال شهر رمضان، إذ تعكس مظاهر الأصالة والهوية الثقافية التي تتجلى في تفاصيل الحياة اليومية. من صناعة الفوانيس التقليدية التي تزين الشرفات والأزقة، إلى الأواني النحاسية التي تزين موائد الإفطار، وصولا إلى الحلويات الرمضانية التي تحضر وفق وصفات متوارثة، يبرز دور الحرفيين في إحياء هذه التقاليد التي تربط الحاضر بالماضي.

 

▫️فن صناعة الفوانيس… زينة رمضان التي لا تغيب

 

يعد الفانوس التقليدي واحدا من أبرز الرموز الرمضانية، حيث تحرص العديد من العائلات على اقتنائه لإضفاء أجواء روحانية على البيوت والشوارع. في الأسواق الشعبية، مثل “سوق الحرفيين” بالجزائر العاصمة و”سوق القصرية” بقسنطينة، ينشغل الحرفيون بصناعة الفوانيس من النحاس والزجاج الملون، مستخدمين أدوات تقليدية للحفر والتزيين.

 

تتطلب هذه المهنة دقة وصبرا، اذ تستخدم تقنيات يدوية في تشكيل النحاس وقص الزجاج الملون، مع إضافة نقوش مستوحاة من العمارة الإسلامية. الطلب على الفوانيس التقليدية يزداد في في رمضان، حيث يبحث الناس عن قطع فنية تزين بيوتهم وتعيد إحياء الأجواء الرمضانية القديمة.

 

▫️النحاسيات… أوان تعكس عبق التاريخ في موائد رمضان

 

يحتل النحاس مكانة خاصة في المطبخ الجزائري، حيث تستخدم الأواني النحاسية في طهي الأطباق الرمضانية مثل “الشوربة” و”المحاجب”. وتشتهر ورشات النحاس في مدينة قسنطينة بإنتاج قدور وصوان مزخرفة، يتم نقشها يدويا بزخارف عربية وأمازيغية.

 

يمثل رمضان موسما استثنائيا لحرفي النحاس، حيث يتزايد الإقبال على الأواني النحاسية التي تحافظ على نكهة الطعام وتعكس أصالة المطبخ الجزائري، ورغم المنافسة مع الأواني الحديثة، إلا أن هناك عائلات ما زالت تفضل النحاسيات، خاصة في الأعراس الرمضانية والولائم العائلية.

 

▫️الحلويات التقليدية… نكهات رمضان المتوارثة

 

لا يكتمل رمضان دون الحلويات التقليدية التي تحضر وفق وصفات أصيلة، مثل “قلب اللوز”، “المقروط”، و”الزلابية”. التي تمثل جزءا من التراث الذي تناقلته الأجيال.

 

تحضير الزلابية يحتاج إلى دقة في المكونات ووقت كاف للتخمير والقلي. ورغم انتشار الحلويات العصرية، إلا أن الزلابية تبقى الحلوى الأكثر طلبا في رمضان، حيث تجسد طقوس الإفطار في كثير من البيوت الجزائرية.

 

▫️بين الماضي والحاضر… صمود الحرف التقليدية أمام الحداثة

 

رغم التحديات التي تواجه الحرف التقليدية، مثل ارتفاع أسعار المواد الأولية وضعف الإقبال أمام المنتجات العصرية، إلا أن رمضان يبقى فرصة ذهبية للحرفيين لتسويق منتجاتهم وإبراز جماليات الصناعات التقليدية. كما أن الاهتمام المتزايد بالسياحة الثقافية والتراثية يعزز من انتشار هذه الصناعات، حيث يحرص السياح والزوار على اقتناء الفوانيس النحاسية والحلويات التقليدية كتذكارات رمضانية.

 

تشكل الصناعات التقليدية في رمضان جزءا لا يتجزأ من الهوية الثقافية الجزائرية، حيث تروي كل قطعة من الفانوس، وكل إناء نحاسي، وكل قطعة زلابية قصة تراث متجذر في الوجدان الشعبي. وبين أصالة الماضي وتحديات الحاضر، يبقى إبداع الحرفيين شاهدا على فنون صنعت بمهارة، وزينت ليالي الشهر الفضيل بروح التقاليد العريقة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

Translate »
آخر الأخبار