أيمان جدادوة : الطعام عنصر حيوي في جذب السياح
تعد فكرة تقديم الأكل الغربي في المطاعم و الفنادق لمواكبة العصر او مراعاة رغبات السائح في تناول الطعام الذي اعتاد عليه في بلده الأصلي تبقا من باب حسن الاستضافة و الحفاظ على راحة السائح و لكن من المنظور السياحي فمن الأحسن تقديم الأكل التقليدي المحلي والديكور على غرار الخيمة و البيوت الطينية كعناصر جذب للسياح لثقافة السياحية الصحراوية خاصة و ان أغلبية السياح اصبحو يبحثون عن ثقافات غذاء و مأكولات محلية من باب التغيير و الفضول و التعرف على أنماط حياة جديدة. وحسب دراسات جديدة فإن معظم المسافرين يسافرون خصيصا من أجل تناول و تذوق طعام منطقة ما”.
وباعتبار الطعام و السفر عاملان مرتبطان ببعضهما فسيكون أي مسافر على خطأ ان سافر بغرض السياحة دون أن يتذوق و يجرب الطعام التقليدي للبلاد الذي سيزوره و كذلك طريقة تقديمه، فمثلا عندما تكون وجهتك الجزائر ستخطر ببالك الشخشوخة و الكسكس و الشطيطحة و المثوم و العصبان، الزلابية والمحاجب وعندما تكون تونس سيخطر ببالك الصحن التونسي والكفتاجي والشاباتي والهريسة وعندما تكون المغرب سيخطر ببالك الطاجين و شربة البيصارة و المعقودة و عندما تفكر في اسطنبول سيخطر على بالك تلقائيا الكباب و الشاورما و البقلاوة و الحلقوم و عندما تفكر في بلاد الشام ستتذكر الفلافل و الحمص و التبولة. و الخبز العربي.
في عصرنا الحالي أصبح ما يعرف بسياحة الطعام التي تعتمد بشكل أساسي على السفر لاستكشاف الطعام و الشراب الخاص ببلد ما او منطقة جغرافية معينة و تعلم طريقة إعداده و تجربة طعمه الأصلي في بلده الأم، مما جعل الكثير من المدن القديمة و القرى وجهات سياحية .
وحسب دراسات أجراها جريج ريشاردز الباحث و الأستاذ في جامعة تيلبورج الهولندية بعنوان ” الغذاء و التجربة السياحية” : تقول هذه الدراسة ان المأكولات تعد أساسا للتجارب السياحية الناجحة عن طريق الربط بين الثقافة و السياحة و تطوير الخبرات في مجال تناول الأطعمة و تساعد في دعم الثقافة المحلية بشكل عام ، فهناك مثلا أكلات ذاع صيتها لتتخطى حدود البلد الذي ابتكرها و تنشر ثقافته عبر العالم كالهمبرغر الأمريكي و البيتزا الإيطالية و خبز الباغيت الفرنسي و الفلافل العربيه، وعليه يعتبر الطعام عنصر حيوي في التجارب السياحية فطالما ارتبطت أنواع الطعام بتراث و ثقافة و تميز المدن و البلدان عبر العالم،
إيمان جدادوة