حوس بلادك !

القفـطان التلمسانـي موروث تقليـدي وزينة للمـرأة الجزائرية

218

يحتـاج القفطان التلمساني إلى 14 حرفيا لإعـداده لذلك فإن هذا اللبـاس كان ولا يزال إلى جانب بعده التاريخي والثقافي،

القفطان التقليـدي موجود عند كل العائلات التلمسانية ولا يمكن أن تستغني عنه العروس حيث يتم إعداده بأنامل حرفييـن تخصصوا منذ قديم الزمان في حياكته وتجهيزه بكل ما يتطلبه من تفاصيـل، ورغم عراقته إلا أنه لا يحظى بالاهتمام المطلوب من الجهات المعنية التي لم تول اهتماما لانشغالات الحرفيين الذين ظلوا متمسكين بصنعتهم حفاظا عليه، وبالرجـوع إلى القفطان، ولعل أولى الخصوصيات التي تجعل هذا اللباس فريـدا من نوعه كونه يتطلب اجتماع حوالي 14حرفيا لتجهيزه فمنهم الرسام الذي يعد التصميم الخاص بالقفطان والفصال والخياط والمشرف على الديكور والمكلف بتطريز الفتلة والمسؤول عن المجبود والمكلف بتصميم الشاشية وكذا حرفي الفتول وحرفي النسيج الذي يعد الحايك، وبعد أن يكتمـل القفطان يأتي دور الحلي حيث يكلف الحرفيـون بتشكيل مختلف ما يتطلبه القفطان من حلي ذهبية وأخرى مصنوعة من الجوهر، اكتسب القفطان أهميتـه بالنظر إلى بعده التاريخي الذي أضفى عليه عراقة، وقد  كان طويلا في تصميمه الأصلي وينزل من البلدان الباردة مثل بلغاريا، حيث اقتصر ارتداؤه على الملوك والسلاطين، أي الطبقة الأرستقراطية كما لبس من طرف ملوك بغداد ومنه دخل إلى الأندلس وظل محافظا على شكله الطويل، كان يصنع من القماش الخفيف التيرقال، وعرف باللون البني وأنه كان يلبس مفتوحا في الوسط، وبحكم التنقلات في إطار التبادل التجاري أدخله الأندلسيون إلى المغرب الأوسط، حيث لبسه الزيانيون من الملوك ، بعد أن تحول القفطان إلى لباس نسوي، عمد الحرفيون إلى تغيير القماش الذي كان يصنع منه، فبعد أن كان خفيفا من قماش “التيرقال” أدرجوا نوعا آخر من الأقمشة، تمثل في “القطيفة” بألوان مختلفة، بينما أصبح يتم صنع البلوزة من المنسوج أي يتم نسج قماشها يدويا، أما فيما يتعلق بالمنسوج الخاص بالبلوزة، ففي القرن الـ18 كان يصنع بأيادي حرفيين جزائريين سرعان ما تخلوا عن هذه الصنعة، بعد أن أدخل المستعمر الفرنسي الآلات الصناعية في النسيج وتم التخلي عنها من قبل سكان العاصمة فاحتضنها سكان بوفاريك وتلمسان في بداية القرن الـ20.

خلود لعدايسية 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

Translate »
آخر الأخبار