” قسنطينة” المدينة التي توالت عنها الاسماء
تعتبر قسنطينة من الأماكن التي سكنها الانسان منذ 3000 سنة قبل الميلاد، نظرا لتوفر عوامل أساسية للحياة المتمثلة في الماء من وادي الرمال، وبالتالي الزرع والحيوان، والجو المناسب، والمسكن، وقد عرفت قسنطينة بالكهوف التي تملاء الهضاب والمرتفعات الكلسية التي وجدت بها آثار ذلك الانسان، اضافة الى الخندق الذي يحيط بها من ثلاث جهات، ويصل ارتفاعه ل 200 م، وجري وادي الرمال فيه طوال السنة جعلها حصنا منيعا،
ولكن بداية بناء المدينة كان في القرن التاسع قبل الميلاد، وتزامن ذلك مع بناء مدينة قرطاج الفينيقية، وقد سماها التجار الفينيقيين في ذلك الوقت “قرطة” أو”كرطة” او” كرتن”، وهي لفظة سامية كنعانية معناها القلعة أو المدينة، وقد أطلق عليها الفينيقيون في القرن الثالث قبل الميلاد أيضا اسم “الحصن الافريقي” و”ساريم باتيم”، واتخذت فيما بعد كعاصمة لمملكة النوميدين، مسينيسا ثم ابنه ماسيبسا، وابن عمه يوغرطة، الذي حكمها 113 ق م، هذا الأخير الذي حاول التخلص من التبعية لروما، وحاربها إلى أن أسر بعد خيانته من طرف أصهاره في المغرب الأقصى (مملكة موريطانيا)، ومات من الجوع بعد إضرابه عن الطعام في سجن روما.
ولما احتل الرومان على قسنطينة نهاءيا، وذلك في 104 ق.م حورو اسمها ليصبح سيرتا بدل كيرتا او قرطة.
ثم احتلت المدينة من طرف البيزنطيين(بعد انقسام روما)، وقام اهلها بثورة عنهم سنة 311 م، فاجتاحها الرومان، وخربت بالكامل من طرف جيشهم بأمر من الإمبراطور ماكسينوس، ثم أعاد بناءها وترميمها سلفه قسطنطين الأكبر سنة 313 م، وأعطاها اسمه قسطنطين(constantine)، ولما فتحها المسلمون، أنثوا اسمها بزيادة تاء التأنيث، ومع تواتر استخدامهم لهذا الاسم نزعوا حرف الطاء الثانية منها، لتسهيل وتخفيف النطق، فأصبحت قسنطينة، وقد احتفظت باسمها هذا إلى اليوم، وأطلق عليها ألقاب منها مدينة الصخر العتيق، نسبة للصخرة الكلسية القديمة التي أقيمت فوقها، ومدينة الجسور المعلقة، نسبة إلى جسورها التي تربط بين ضواحيها، و القاءمة على وادي الرمال الذي يشق المدينة. د. أمال عزري