تعد سيڨا أحد أقدم المدن في غرب البلاد و تشير المصادر إلى أنها كانت عاصمة نوميديا الغربية أو مازصيل التي كانت مملكة شاسعة تمتد من نهر ملوية غربا الى رأس تريتون شرقا ويعتقد أنها القل حاليا، بناها الفينيقيون الذين سكنوا قرطاجة ثم جعلوها تحت امارة حليفهم ملك نوميديا الغربية صيفاكس.
تتواجد المدينة على بعد 35 كلم عن عاصمة الولاية، وتجدر الاشارة أنها سميت سيڨا نسبة للواد الذي يمر على جانبها و هو واد تافنة حاليا و تطل على رشقون و جزيرتها، وغير بعيد عن المدينة يوجد ضريح صيفاكس فوق الجبل و الذي بناه ليكون مدفنه لكن موته في سجون روما لم يحقق له أمنيته، و يتكون الضريح من جزء خارجي و هو جدار سداسي الشكل و جزء داخلي تحت الأرض و هي عبارة عن 10 غرف و أروقة يرجح أنها بنيت لتكون مدافن ملوك و قادة مازصيل.
و لازلت المدينة تكتم أسرارها اذ لم تحظى بنصيبها من التنقيب و البحث الا في مرتين ، كانت اخرها الأبحاث لعلماء أثار جزائريين و ألمان سنة 1978، أما الآن فلم يبقى الا بعض الأرصفة المتناثرة و الجدران المهدمة لتكون شاهدة بذلك على مدى الاهمال بفعل التخريب و الحرائق، المدينة التي كانت تجذب اهتمام المؤرخين في القرون قبل الميلاد و منهم بوليبيوس ،ليفيوس و سترابون، وألحقت المدينة بالتراث الوطني و لكنها كغيرها من معالمنا التاريخية تنتظر أن ينفض عنها غبار النسيان و الاهمال و تنال حصتها من البحث من طرف علماء الأثار الجزائريين لفك أسرارها و تجسيد الهوية الوطنية.
أميرة بوحجار
