حوس بلادك !

المسجد العتيق بالقل في سكيكدة…منارة عبر التاريخ

85

يعد مسجد سيدي علي الكبير بمدينة القل غرب ولاية سكيكدة أحد الآثار الرومانية الشاهدة على عراقة المدينة ومكانتها في أعماق التاريخ القديم، ويعد المسجد العتيق كما يحلو لسكان المنطقة تسميته، بمثابة منارة عبر التاريخ فهو المسجد الوحيد الذي تتعلق به أفئدة كثير من سكان الضواحي تبركا به لقدمه ولكونه استقطب كثيرا من العلماء والأئمة على مر الأزمنة والعصور وآخرهم الشيخ الزهير الزاهري والإمام الوردي.

 كل الروايات تجتمع حول قصة بناء هذا المسجد في العهد الروماني حيث كان في البداية معبدا رومانيا لآلهة البحر  والمحيطات نبتون، ثم تحول هذا المعبد إلى زاوية لتدريس القرآن الكريم وكان أول من درس بها الشيخ سيدي علي الكبير الذي سمي المسجد باسمه، به باب وأربع نوافذ و قاعة للصلاة، و قيل أن المصلين  كانوا يتوضأون من ماء البحر القريب من المسجد ، وبتزايد عدد السكان بدأت توسعة المسجد فأنشأ للمسجد مكان  للوضوء خارج المسجد وضمت فيما بعد المساحة إليه، و في سنة 1933 تمت توسيع المسجد ليتسع لعدد أكبر من المصلين، وقد كان المسجد منارة لحماية المجاهدين والتخطيط للعمليات الفدائية، وفي بداية سنوات الثمانينيات تم  بناء ملحقات تابعة لهذا المسجد وباعتبار أن المسجد أثري ولا يمكن إحداث أي تغيير عليه قررت الجمعية الدينية لهذا المسجد في تلك الفترة بناء ملحق للمحافظة على آثاره التي لم تعد تتحمل العدد الكبير من المصلين وهكذا تم بناء الملحق الجواري، ورغم ذلك أصبح المسجد اليوم لا يستوعب الكم الهائل والمتزايد من المصلين حيث يلجأ الكثير منهم إلى الصلاة بساحة الشهداء القريبة من المسجد خاصة أثناء صلاة الجمعة .

عرف المسجد العتيق بالقل عدة عمليات ترميم وكانت أول عملية في سنة 1933 في فترة الاستعمار الفرنسي ثم  سنة 1985، و جاءت عملية الترميم الأخيرة سنة 2013 لتعيد للمسجد الكثير من الوجه التاريخي  والمعماري القديم أين حظي بعناية خاصة من قبل وزارة الثقافة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

Translate »
آخر الأخبار