شهد فندق الجزائر بالعاصمة، مساء أمس الثلاثاء، حفل توزيع الجوائز للنسخة الرابعة من مسابقة الصحافة البيئية، وذلك بهدف تعزيز الوعي البيئي وتشجيع الإعلاميين على تسليط الضوء على قضايا البيئة في الجزائر. تُعتبر هذه المسابقة خطوة هامة على طريق تطوير الصحافة البيئية، مما يعكس التزامًا متصاعدًا بإدماج القضايا البيئية في العمل الإعلامي.
نُظمت المسابقة بمبادرة من موقع “الطريق نيوز” الإلكتروني وبرعاية المؤسسة الوطنية للاسترجاع والتثمين، اتصالات الجزائر، وشركة هواوي للاتصالات. هذا التعاون يعكس الشراكة بين مختلف الفاعلين في مجالات البيئة والإعلام لتعزيز ثقافة الوعي البيئي في المجتمع.
تم خلال الحفل تكريم مجموعة من الصحفيين المتميزين ضمن فئات متعددة:
– **الصحافة الإلكترونية**: حمزة بن هويس عن منصة “النهار أون لاين”.
– **الصحافة السمعية البصرية**: سهيلة بلعاليا عن قناة البرلمانية.
– **الإذاعة**: كريمة زيتوني عن القناة الإذاعية الأولى.
– **التصوير الصحفي**: بن سالم بلال عن وكالة الأنباء للصورة.
– **الصحافة المكتوبة**: سميرة بلعابد عن جريدة “لوريزون”.
تنوّعت الفئات المكرمة من خلال هذه الجوائز بشكل يعكس شمولية المسابقة وحرصها على دعم كافة أوجه الصحافة البيئية.
تألفت لجنة التحكيم من نخبة من الخبراء الإعلاميين، وترأسها سمير غريمس، إلى جانب فيصل ميطاوي، أمل العزيب، ونسيمة لوحة. وقد أشرفت اللجنة على تقييم الأعمال المتقدمة بناءً على معايير مهنية دقيقة.
خلال كلمته في الحفل، أكد كريم بابا، ممثل وزيرة البيئة وجودة الحياة، على أهمية هذه الجائزة، مشيراً إلى انسجامها مع برامج الوزارة الهادفة إلى تدريب الصحفيين في مجالي البيئة والتنمية المستدامة. كما شدد على الدور المحوري للإعلام في رفع الوعي وتحسين جودة الحياة.
من جهته، سلط محمد لمين مغنين، مؤسس المسابقة، الضوء على أهمية هذا الحدث في ترسيخ ثقافة إعلامية مسؤولة في الجزائر. وأشار إلى أن الصحافة البيئية لم تعد مجرد تخصص تقني، بل أصبحت ركيزة في تشكيل السياسات الدولية، مما يجعل من الضروري تعزيز الجهود الاستقصائية لمحاربة التضليل والمغالطات التي تستهدف الجزائر في هذا المجال.
كما أعلن مغنين أن النسخة القادمة ستتوسع لتشمل طابعاً دولياً، ما يفتح المجال أمام تبادل التجارب والانفتاح على ممارسات صحفية متميزة من مختلف أنحاء العالم.
شهد الحفل أيضاً تكريم أعضاء لجنة التحكيم كتقدير لدورهم في إنجاح المسابقة، إضافة إلى الاحتفاء بالجهات الراعية التي أسهمت في استمرارية هذا الحدث المهم. كما تم تكريم محمد لمين مغنين من قِبل وزيرة البيئة وجودة الحياة اعترافاً بإسهاماته البارزة في دعم وتطوير الصحافة البيئية في الجزائر.
لم يخلُ الحفل من رسائل توعوية مؤثرة؛ فقد تم عرض مجموعة من الفيديوهات الوثائقية أبرزها فيديو يعالج تداعيات التجارب النووية الفرنسية في صحراء الجزائر، خصوصاً بمنطقة رقان، مسلطاً الضوء على الجرائم البيئية المرتكبة خلال فترة الاستعمار الفرنسي. كما عُرض فيديو آخر يرصد انتهاكات الاحتلال الصهيوني بحق البيئة في قطاع غزة، ليبرز التشابه بين السياسات الاستعمارية وتأثيراتها المدمرة على كل من الإنسان والبيئة.
