يعد قصر تماسين التاريخي الذي يعود تاريخ تدشينه إلى سنة 782 ميلادي واحدا من القصور الصحراوية التي لازالت أطلاله شاهدة على تاريخ وأصالة المنطقة وتروي قصة القبائل التي مرت بها و شيدت حضارة وادي ريغ، ولا يزال قصر تماسين بولاية ورقلة بنمطه العمراني الفريد بالرغم من انهيار جزء كبير منه شاهدا إلى اليوم على العمق التاريخي و الثقافي الذي يميز جزءا هاما من تاريخ و أصالة المنطقة وواحدا من أجمل القصور الصحراوية التي بناها الإنسان القديم و صورة حية و إبداعا من إبداعات العمارة الصحراوية، وقد شيد هذا المعلم التاريخي الذي يمتد على مساحة 12 هكتار على ربوة بارتفاع 8 مترا تطل على واحات النخيل، وبدخول الإسلام إلى المنطقة أدخلت عليه تعديلات تتماشى مع العمارة الإسلامية القديمة، يحيط بالقصر بسور عالي يبلغ ارتفاعه 8 متر و بطول 400 متر و خندق بعرض 6 متر تم ردمه أثناء تغلغل الإستعمار الفرنسي بالمنطقة وبه أربعة أبواب و أربع ممرات إندثرت مع مرور الزمن، وقد اختلفت الروايات التاريخية حول مشيد قصر تماسين إلا أن المؤرخين من بينهم العلامة ابن خلدون يرون بأن القصر أسسته قبيلة ريغة البربرية التي سمي إقليم وادي ريغ باسمها وهي الرواية الأقرب إلى الحقيقة حسبما أشار إليه رئيس مكتب حفظ و ترقية التراث الثقافي بمديرية الثقافة.
بوحجار أميرة
