تعرف على التويزة لغة واصطلاح
التويزة (ثويزي) أو (تاويزا)، رغم تعدد النطق حسب اللهجات والمناطق، إلا أن جميعها يعني التعاون، وهي عادة أمازيغية موغلة في القدم، تنتشر في شمال أفريقيا، وتقوم على العمل التطوعي، الذي يقوم به أفراد الجماعة أو المجتمع الواحد (قرية، جيران، عائلة…)، وتعود تسميتها إلى المصطلح الأمازيغي (وز)، الذي يعني العون، ويتم تنظيم التويزة في مناسبات بعينها مثل: الأفراح وهي ما يبرز في عادات عديدة متعلقة بالأفراح مثل: غسل الصوف، فتل الكسكس الخاص بالوليمة، التعاون من أجل الطبخ يوم العرس، وكذلك يظهر فيما يسمى العون في بعض المناطق، وهو إهداء مبلغ من المال للعريس، في وقت وضعه الحناء، وهي عادة تنتشر في الكثير من المناطق ولها أسماء متعددة حسب اللهجات.
وأصل اللجوء لتنظيم التويزة في المجتمع الأمازيغي مرتبط بوقت الحصاد، حصاد الحبوب أو جني الزيتون…الخ، حيث يجتمع أهل القرية أو المنطقة للعمل في حقل أحدهم حتى يتمون العمل به بالمجان، ثم يقومون بالانتقال لحقل آخر حتى تتم العملية لدى الجميع، وذلك للتغلب على صعوبات التعامل مع الأرض، التي كان يتم العمل فيها يدويا، ويعتمد على الجهد العضلي فقط، مع العلم أن بلدان شمال إفريقيا قديما اشتهرت بخصوبتها وإنتاجها الفلاحي الوافر، وحياة أهلها القروية والزراعية، ويكفي أنها كانت تزود روما بكامل مخزونها من القمح.
ولقد توسع هذا النشاط (التويزة) ليشمل عدة جوانب في الحياة سواء القديمة أو المعاصرة، مثل الأعراس، حفلات الختان، بناء المنازل، كفالة الأيتام، وتظهر في المآتم والكوارث الطبيعية، في الأعياد والمناسبات الدينية…إلخ. وللتويزة أو المعونة شكل آخر يظهر في التبرع، وخاصة بالطعام، وتسمى (لوزيعة) مما يوزع، أو (السهمة) أي السهم هو الجزء المخصص لأحدهم، وتظهر في الأعياد والمناسبات، حيث يتبرع الأغنياء للفقراء باسهم مما لديهم من مال أو أكل …الخ، وقد يتم جمع هذه الأشياء من مأكل وملبس وتوزع عليهم في شكل حصص.
وقد عزز الإسلام هذه العادات التي أصبحت تتم المشاركة فيها لوجه الله، واحتسابا للأجر، بعد أن كان يتم للتكافل مع الجماعة وتعزيز الانتماء إليها قديما.
وتهدف التويزة لخدمة مصلحة الأخر من اجل الجماعة، أو لخدمة الجماعة بشكل مباشر، والتويزة بمفهومنا اليوم هي أحد أبعاد المواطنة التشاركية الحديثة، حيث يهتم الفرد فيها لمصلحة الجماعة أو القرية، التي يعيش فيها. وبالتالي تعد هذه الممارسات القديمة أحد العادات التي رسخت ارتباط الإنسان الأمازيغي بجماعته، ووعيه بان التعاون سيحقق له الأمن، ويساعده في التغلب على مصاعب الطبيعة والحياة.
د.أمال عزري