تعرف على الموقع الأثري الفينيقي للميناء النهري بولاية مستغانم
الموقع الأثري للميناء النهري كيزا يقع ببلدية سيدي بلعطار على ضفاف واد الشلف بحوالي عشر كيلومتر عن ولاية مستغانم، ولازال يشد ميناء كيزا الفينيقي المعلم الأثري التاريخي انتباه كل من يمر في طريقه للتعرف على الآثار التي يوجد بقربها الميناء، وبحسب المؤرخين فالميناء يعد أقدم ميناء عرفته المنطقة حيث يعود ظهوره إلى العهد الفينيقي وقد كان جزء من المملكة النوميدية الغربية، وقد عرف هذا الموقع الأثري من خلال النقوش واللغات اللاتينية التي تم العثور عليها، ومعظم الآثار بهذا الموقع مغمورة تحت الأرض والقليل منها يظهر على السطح وهذا ما استوجب إجراء العديد من الحفريات عليه من قبل خبراء من معهد الآثار بالجزائر، وقد أسفرت هذه العمليات عن العثور على مجموعة من الشواهد التاريخية والآثار كالمنمنمات أو السيراميك بالإضافة إلى وجود بقايا نتاج مادي مثل أطلال صخرية و أواني فخارية ومصابيح زيتية وبعض القطع النقدية، كما يعود ازدهار الصناعة الفخارية إلى توفر الموارد البيئية منها الطين و الصلصال واستعملت لأغراض منزلية كالطهي وحفظ الثمار والأسماك وزيت الزيتون،كما أن هذا الموقع عرف إقامة الفينيقيين للملاحة التجارية والتنقل بين مختلف الأقاليم، كما تم احتلاله من قبل الرومان ولا تزال آثاره إلى يومنا هذا تدل على حركة إنسانية به من بينها منشآت حمامية زيتية وعدد كبير من الصهاريج المبنية في عمق الأرض التي كانت تجمع بها مياه الأمطار وكانت مصدرا لرزق سكان المنطقة في وقتهم هذا ما تم العثور عليه منذ سنوات ولازال الكثير من المختصين وحتى هواة الآثار والبحث عن الماضي بما فيهم الطلبة الجامعيين المختصين في التاريخ يواصلون مجهوداتهم لعلهم يعثرون على الجديد.