تعرف على الولي الصالح إبراهيم بن تومي
تعتبر ولاية عنابة معبرا للحضارات العريقة، التي أهلتها منذ القدم أن تكون قطبا جهويا ومركزا تنمويا نشيطا في شتى القطاعات، وكل الحضارات التي مرت بها بدءا من القرن الحادي عشر قبل الميلاد، اين كانت تعرف بـ “هيبونة” ومرت عليها الفينيقية ثم النوميدية إلى الامبراطورية الرومانية، حيث اصبحت تسمى “هيبونة”، وارتبط في ذهن سكان عنابة أن هذه المنطقة محمية بصلاح من سكنوها من الصالحين في كل مكان بما فيهم المزارات البحرية، حيث يرقد بعض الأولياء المنتشرين هنا وهناك بقرب شواطئ البحر مثل القطارة، ورأس الحمراء. ولعل ذكر “ابراهيم بن تومي” وهو أحد الأولياء الصالحين الذي ينسب أهل عنابة له فضائل كبيرة وشمائل، ويحظى ضريح سيدي تومي بتوافد حشد غفير من الزوار حيث كانت تقام فيه الولائم والأفراح وحلقات الذكر، هذا وتنسب لسيدي إبراهيم بن تومي كرامات عديدة، كما اعتاد الناس على زيارة زاويته التي تنسب إليه و يجتمعون فيها حيث يتبادلون الفكر والرأي ويتناقشون في أمور الدين والدنيا، وقد خلد إسم سيدي “إبراهيم بن تومي” وفضائله وكراماته مجموعة من المداحين ومن بين تلك القصائد الموضوعة في مقامه مثل:
بن تومي يا رايس البطاح اللي قصدك لا بد يرتاح..
جيتك يا البدر الوضاح واعساك تفتح لي عينيا..
مهموم والخاطر راح جاح بن تومي جيتك بالنية..
هذا المديح كان يردده غالب زوار الولي الصالح بن تومي قصد تحقيق مطالبهم وأحلامهم وسواء كانت لمثل هذه الكرامات والخوارق جوانب من الحقيقة والخيال إلا أن الذاكرة العنابية قد خلدتها لتكون عبرة للخلف ليصبح فيما بعد مسجد تقام به الصلوات الخمس إلى يومنا هذا.
شميساء حامد