لطالما اعتمد الإنسان على اختراع وسائل بسيطة و مبتكرة لتسيير حياته و تلبية احتياجاته، فقام باكتشاف العديد من الأدوات التقليدية كالقلة و البساط و القشابية و القرداش و القربة التي تعتبر جزء من عادات وتقاليد العديد من الولايات الجزائرية خاصة ولايات الجنوب والتي تعد من بين الرموز الحضارية والثقافية القليلة النادرة المتبقية في ظل الحداثة والعصرنة والتطور السريع الذي مس نمط حياة معظم سكان الجزائر.
وتعرف القربة بأنها وسيلة ابتركرها البدو الرحل لتبريد المياه و تخزين الحليب و اللبن. ويتم صنعها من جلد البقر أو المعز، لكن يفضل صنعها من جلد الماعز كونه أكثر سمكا و حفاظا على برودة الماء، وقد اعتمد سكان البدو الرحل على القربة لتبريد الما ونقله من مكان لآخر،حيث تحافظ القربة على برودة الماء مهما كانت درجة حرارة المنطقة، ولا تزال الكثير من العائلات الجزائرية العريقة تفضل شرب ماء في القربة في فصل الصيف، بالرغم من توفر وسائل التبريد الحديثة المتطورة كالثلاجات. وهي تعرف انتشارا كبيرا بمناطق الجنوب لتوفير المياه العذبة للضيوف، حيث تقوم معظم العائلات بتعليق القربة في فناءات المنازل وتحت الأشجار في الشوارع وعلى حافة الطرقات لتوفير الماء للمارة والمسافرين الذين يقطعون مسافات بين الجنوب والشمال في الصحراء، وصناعة القربة تستغرق أكثر من شهر حيث ينظف الجلد ويتم دباغته بمسحوق العرعار ، ويضاف إله الملح وإزالة الأجزاء الزائدة فيه، كما تغلق الفتحات وتترك فتحة واحدة هي فم القربة، بعدها تملأ بالماء ولا يشرب إلا بعد تنظيفها جيدا.
