صاحبت عادات الأجداد خلال موسم جني ثمار الزيتون و عصرها طقوس معينة جعلتها مناسبة مميزة ينتظرها سكان القرى و المداشر في كل سنة . خاصة و أن الجزائر تحوز على آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية الموجهة لزراعة الزيتون فتجعلها بذلك تمتلك ثروة كبيرة من زيت الزيتون الطبيعي.
اعتاد الجزائريون قديما على إستعمال معصرة الزيتون التقليدية في عصر ثمار الزيتون و تحويلها إلى زيت . و هي ألة حجرية كبيرة يتوسطها صحن خشبي مرتفع عن الأرض بحوالي متر واحد و به يتم وضع حبات الزيتون ليبدأ بعدها في طحن الزيتون مباشرة عن طريق تدوير الدولاب. كان يستعمل في تدوير الدولاب الأحمرة او الجواميس و مع مرور الوقت تم استبدال الحيوانات بمحرك كهربائي يساعد على ربح الجهر و الوقت .
يتميز الزيت المستخلص من ألة العصر التقليدية بمذاقه الطيب و فوائده الجمة كونه لا يتعرض لدرجة الحرارة العالية التي نستخدمها آلات العصر الحديثة . فبالرغم من أن معصرات الزيتون القديمة قد قل استعمالها و حتى وجودها في ولايات الوطن ، إلا أنها مع مرور الوقت ستتحول إلى ارث تاريخي و مقصد سياحي يمكن زائره من التعرف على بساطة طريقة عيش الأجداد و ذكاءهم في الحصول على منتوج طبيعي و مفيد .
بسمة مقرون
