تعرف على قبر الرومية بولاية تيبازة
يشبه خلية نحل عظيمة أو كومة تبن ضخمة، ومن يدنو منه يشعر بعظمة هيكله، ومن ميزات هذا المعلم الهندسي الجميل أن لونه يتغير حسب الفصول وحسب ساعات النهار، فهو تارة يميل إلى الاصفرار، وتارة يأخذ لونا رماديا، أو تعلوه زرقة عندما يحيط به الضباب، وعند اجتياز باب القبر ينفذ الزائر إلى رواق يضطر من يمشي فيه إلى الانحناء، وفي حائطه الأيمن يمكن مشاهدة نقوش تمثل صورة أسد ولبؤة، وقد نسب الرواق إلى النقوش فسمي بهو الأسود وباجتياز الرواق يجد الزائر نفسه في رواق ثان طوله 141 مترا وارتفاعه 2.40 مترين شكله ملتو، ويقود مباشرة إلى قلب المبنى الذي تبلغ مساحته 80 مترا مربعا. وخلافا لما قيل في الماضي فإن الباحثين لم يعثروا على أثر لأي كنز فيه، وبحسب ما ورد في كتابات صدرت في القرن قبل الماضي فإن مكتشف مدخل الضريح هو عالم الحفريات والآثار الفرنسي أدريان بيربروجر تنفيذا لطلب نابليون الثالث في عام 1865 ميلادية، وتشير عديدة من الروايات والمصادر التاريخية أن كيلوباترا سيليني زوجة الملك البربري يوبا الثاني وابنة كيلوباترا حاكمة مصر هي التي ترقد في هذا المكان، وقبر الرومية كما يطلق عليه بالعامية تحفة معمارية رائعة ومعلم تاريخي ضخم ظل لقرون محل بحث المؤرخين والمهتمين بمجال الاثار والحضارات الغابرة، كما يعد معلم اثري تتقاطع فيه الحضارة الرومانية و الفروعونية علي ارض مغاربية، ليكون شاهدا علي قصة حب خالدة بين الحاكم الروماني يوبا الثاني وزوجته سيلينا ابنة ملكة مصر كليوباترا، ويقع الضريح الملكي او قبر الرومية بإقليم ولاية تيبازة على ربوة بارتفاع 261 متراً ويشرف على البحر من جهته الشمالية وعلى البساتين الممتدة على مد البصر بسهول المتيجة أغنى الأراضي الزراعية في الجزائر.
أميرة بوحجار