تعرف على مدينة قوم ثمود ” مدائن صالح”
مدائن صالح هى مدينة حجرية تقع على بعد 22 كـم من محافظة العـلا وتحتل موقعا استراتيجيا على الطريق الذى يربط جنوب الجزيرة العربية ببلاد الرافدين وبلاد الشام ومصر، وتعود هذه المدن إلى ما قبل عصر الإسلام، إلى عهد المملكة النبطية وتحتوى على أكبر مستوطنة جنوبية لمملكة الأنباط بعد مدينة البتراء فى الأردن، وترجع تسمية مدائن صالح نسبة إلى نبى الله صالح، وعرفت فى القرآن الكريم بـ الحجر حيث جاء وصفها أنها منطقة منحوتة من الجبال والصخور، وتقع مدائن في واد واسع يمتد من الشمال إلى الجنوب عند جبل القهر الذي يقع على بعد 130 كلم شمال شرق منطقة جازان بالمملكة العربية السعودية، تم تغير الاسم ليصبح مدائن صالح نسبة إلى قوم ثمود الذين سكنوا المدينة منذ الألفية الثالثة قبل الميلاد، ثم ارتدوا بعد إسلامهم عن دعوة النبي صالح لهم، وجاء من بعدهم أحد الشعوب العربية الواقعة في الجنوب ويطلق عليهم بنو لحيان، ثم بنو أنباط الذين أسقطوا اللحيانيين، واتخذوا مدائن صالح بيوتا لإقامتهم ومعابد لممارسة شعائرهم وقبورا لدفن موتاهم، وهم قبيلة كانت تقيم في شمال شبه الجزيرة العربية، وحسب علم الآثار فقد سكنت مدينة الحجر من قبل المعنيين الثموديين في الألفية الثالثة ق.م، ومن بعدهم سكنت من قبل اللحيانيون في القرن التاسع ق.م، وفي القرن الثاني ق.م احتل الأنباط مدينة الحجر، وأسقطوا دولة بني لحيان واتخذوا من بيوت الحجر معابد ومقابر، وقد نسب الأنباط بناء مدينة الحجر لنفسهم في النقوش التي عثر عليها، وتعود أقدم أثر بالمدينة إلى 1700 ق.م حسب الكتابات، وقد دمر جزء منها بزلزال، وأما مدينة الحجر فهي آثار المعنيين والتجار الثموديين الأوائل القادمين من جنوب الجزيرة العربية.
و تحتوي هذه المدائن على أكثر من 130 مدفنا، تم بناؤها في الفترة بين العام الأول قبل الميلاد وحتى العام 75 ميلاديا، وسط صخور ضخمة تقف منفردة بين الرمال المتموجة، وتخصص كل مقبرة لصاحبها الذي بناها وللأجيال المتعاقبة من نسله، واكتشف باحثون علميون هياكل عظمية وجثامين ملفوفة بجلود طبيعية كانت قد حفظت في داخل غرف في صخور يزيد عمرها على أكثر من 3 آلاف عام، وآثار أقدام رجح الباحثون أن تكون آثار لديناصورات بالإضافة إلى رسومات ونقوش في غاية البراعة.
سليم حمادة