لطالما كانت مدينة قسنطينة قبلة للعادات والتقاليد في الشرق الجزائري، و منها استوحى الفنانون والكتاب أعمالهم فأبدعوا و تغنوا بأصالتها و رقي سكانها، بمجرد المرور على بيوتها العتيقة يأخذ سحر أغاني المالوف وقت العصر إلى تاريخها العريق. تزين الحوش سينية القهوة التى يتربع بها سلطان القعدة: مرش الزهر.ارتبط مرش الزهر بعدة عادات أصيلة في مدينة قسنطينة. فوجوده بسينية قهوة العصر ضروري جدا، حيث تملأه النسوة بما الزهر الذي تم تقطيره بأديهن لترشنه في فناجين القهوة ليعطيها نكهة خاصة، كما يرافق مرش الزهر تصديرة العروس القسنطينية خلال زفافها. حيث تستعمله في خلط الحنا بما الزهر لتزيين يديها و رجليها خلال مراسيم الزفاف. كما تقوم ام العروس برش ابنتها عند خروجها من بيت ابيها بقطرات من الزهر و ذلك حفاظا على العادة المتوارثة في المنطقة، ويصنع مرش الزهر من النحاس الأصلي سوا أكان ذهبيا أو نحاسيا. و يأتي على شكل قاعدة مقعرة و غطاء طويل يحتوي على ثقب صغيرة تسمح بخروج ما الزهر منها. كما تزينه زخارف يتفنن في رسمها حرفيو النحاس بمدينة قسنطينة.
بسمة مقرون
