إن الإنسان الأمازيغي القديم قـد خلد وجوده بها بما تركه من أدوات كان يستعملها في حياته اليومية وكذا بما تركه من نقوش صخرية عديدة في أماكن مخـتـلفة لا تزال إلى حدّ اليوم محطّ دراسة واكتشاف الباحـثين والمخـتصّين، فـقـد تم العثور على آثار ترجع إلى العصر الحجري الأول من طرف بعض الباحثين أمثال بيار روفو، جوال أبونو، نجيب فرحات، مليكة حشيد وذلك من خلال اكتشاف صناعات حجرية ومعالم جنائزية و نقوش صخرية يعود تاريخها إلى ما بين 1800و 5000 سنة قبل الميلاد ، وقد عرفت منطقة وادي مزاب حضارات تعود إلى عهد ما قبل التاريخ وبالتحديد إلى فترة العصر الحجري الحديث، وهذا من خلال الاستكشافات الأثرية التي ثم العثور المتمثلة في بعض الصناعات الحجرية ، وبعض المعالم الجنائزية والكتابات بالتيفناغ ، وبعض النقوش الصخرية المنتشرة عبر عدة محطات واد ميزاب مثل : مومو وأنتيسة ببني يزقن، بابا السعد بغرداية ومنطقة بالّوح بريان، ووفقا للبحوث العلمية، فإن هذه النقوش يرجع تاريخها إلى ما بين 18000 و 5000 سنة قبل الميلاد، و بالتحديد إلى فترة الباليونتولوجي الوسيط. كما أن الهضاب التي تشرف على مدينة المنيعة من الناحية الشمالية غنية بمخزونات مواد تعود إلى ما قبل التاريخ “سهام سواطير”، وبعض الكتابات تؤكد تجمعات بدائية سكنت مغارات كانت موجودة بهذه المنطقة. لا يمكن التغاضي عن مواقع ما قبل التاريخ الموجودة في ربوع وادي مزاب و من بينها موقع أعواماد و هو عبارة عن ورشة لصناعة رؤوس الأسهم الحجرية و كذا العديد من المواقع في ما يرفع بالتجمعات الانسان الحجري.
اميرة بوحجار
