تعرف معنا على القديس أوغسطين
القديس أوغسطين ينحدر من أصول أمازيغية ولد في طاغاست سوق أهراس حاليا عام 354م، أمه الأمازيغية القديسة مونيكا وأبيه الوثني باتريسيوس الإفريقي اللاتيني، في سن الحادية عشرة من عمره أرسلته أسرته إلى مداوروش (مادور) وفي السابعة عشرة ذهب إلى قرطاج لإتمام دراسة علم البيان، كانت ثقافة أوغسطين لاتينية غايتها إتقان البلاغة وتعقب أثر السلف، تميز أسلوبه بالعمق وبلغ الغاية في تحليل النفس الإنسانية، يؤمن أوغسطين أن طلب الحكمة يبدأ بالإيمان بالاستناد إلى نص الإنجيل: «إن لم تؤمنوا فلن تفهموا»، لهذا وحد بين الإيمان الديني واليقين العقلي في فعل المعرفة، ورأى بأنه «يمكن أن يوجد إيمان دون أن يوجد علم، ولكن لا يمكن أن يوجد علم دون إيمان»، فالإيمان مصدر المعرفة ومنبع اليقين القائم على سلطة الكتاب المقدس وعليه وضع أوغسطين منهجه في المقولة الشهيرة: «اعقل كي تؤمن، وآمن كي تعقل»، تلك التي عبر عنها القديس أنسلم في القرن الحادي عشر الميلادي «بالإيمان الباحث عن العقل”، وكان أوغسطين تلميذ ماكسيم في مدرسة الخطابة لمادور، وفي عام 404 اعترف اخيرا ماكسيم في رسالته إلى تلميذه السابق أوغسطين بعد الكثير من المراسلات الغنية التي تحمل الكثير من الصراع، بالتفوق الفكري لطفل مونيكا وقدرة العالية للبلاغة والخطابة ووصفه الأفضل على الاطلاق، كان مكسيم وثنيا مقتنعا ولم يعترف بالمسيحية و سخريته الدائمة من هذه الديانة ادت بأوغستين بكل ما يحمله من فن الخطابة الى مهاجمته علنا ولكن مع الكثير من الاحترام لمعله الاسبق.
أميرة بوحجار