حوس بلادك !

تعرف معنا على شاعر الأمازيغ سي محند ” الحكيم المنسي “

47

الكثير لا يعرف هذا الشاعر الذي تلخص حياته روح شعبنا و وقوفه في وجه المستعمر الفرنسي ومعاناته و كفاحه من أجل الحفاظ على هويته إنه الشاعر المنسي، الذي ولد بقرية إيشرعيون وسط عرش آث إيراثن التاريخي بأعالي جبال جرجرة إسمه الكامل هو محند ناث حمادوش، ترعرع وسط عائلة محافظة نبيلة حفظ القرآن في صغره بزاوية القرية، لكن المنطقة سرعان ما عرفت قدوم جيوش المستعمر الفرنسي، فدمر القرية عن آخرها ونزح الناجون إلى تيزي راشد أين سمى النازحون قريتهم الجديدة باسم إشرعيون و واصل سي محند طلبه للعلم الشرعي ثم رحلت عائلته و استقرت بمدينة أقبو بولاية بجاية أين أسس عمه الشيخ أرزقي ناث حمادوش زاوية لتحفيظ القرآن، ثم انتقل لزاوية الشيخ عبد الرحمن الإيلولي بجبال عين الحمام، واشتهر سي محند بقول الشعر مستغلا فصاحته لحث السكان على مقاومة المستعمر الفرنسي و التمسك بهويتهم و دينهم، فـ اعتقل الفرنسيون سي محند الذي تعرض للتعذيب، وقاموا بإعدام والده ونفيت عائلته فـ أثرت هذه المآسي كثيرا في نفسية الشاعر الذي قرر الهجرة وأقسم أن يقول في كل يوم شعرا جديدا.
بعد إبادة كل عائلته وجد سي محند نفسه وحيدا، فبدأت حياة البؤس و التشرد، حياة قضاها الشاعر في التنقل و الترحال بين مختلف قرى منطقة القبائل و عدة مناطق من الوطن ، حتى لقب بالثائر المتجول زار سي محند أو محند عنابة و العاصمة و البليدة و برج منايل و تادمايت و حتى تونس، مشيا على الأقدام، وكان يمشي و يقول الشعر : تارة يحرض الجزائريين على المقاومة وتارة يتحسر على الماضي، و تارة يتكلم عن الحب، عن الوطن، عن القيم و الأعراف ، عن حالته النفسية التي تدهورت كثيرا، مما جعلته يدمن على التدخين و حتى شرب الخمر حسب بعض الشهادات، قام الشاعر الحكيم بعدة رحلات
انتهت بعودته إلى أرض أجداده بأعالي جبال جرجرة ، أين التقى شيخ منطقة القبائل الشيخ محند أو لحسين وجرت بينهما مناظرة شهيرة، توفي سي محند أو محند يوم 28 ديسمبر 1906 بمنطقة عين الحمام ودفن كما كان يتمنى، بمقبرة سيدي سعيد أو طالب التي يدفن فيها حفظة القرآن الكريم.

أميرة بوحجار

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

Translate »
آخر الأخبار