تبسة مدينة بناها الرومان ولكن من المفارقات أن الإسم الذي اعطاه الرومان لهذه المدينة هو إسم أمازيغي تيفست و هو ما لم يكن يفعله الرومان حيث كانوا يسمون المدن التي يبنونها بأسماء لاتينية، ومدينة تبسة تقع في منطقة الأوراس وهي منطقة أمازيغية، والسكان الأصليين لهذه المنطقة هم قبيلة الوسولاموس والتي تحول إسمها إلى الموشولاموش، وقد شهدت منطقة تبسة منذ غابر العصور حضارات متعددة سجلت تاريخها بالمنطقة وتركت شـواهدها بالمنطقة، ففي مرحلة ما قبل التاريخ عرفت المنطقة إستقرار الإنسان البدائي بها ذلك إتضح من خلال مـــا تركه من أدوات حجرية وصوانية في عدد من جهات المنطقة كالصناعات الأشولية بالماء الابيض والصناعة العاترية، وعرفت المنطقة مرحلة فجر التاريخ وهي المرحلة التي بدأ يعرف فيها الانسان الإستقرار الأول في المغارات والكهوف وذلك ما دلت عليه الابحاث الآثرية في منطقة قاستيـــل شمال مدينــة تبسة بالقرب من جبل الديـر ويصطلح عليها إسم الحواتيـة والذي عثر فيها على ادوات فخارية من أواني و قدور تحمل زخارف محليـة، أما في الفترة القديمة فإن تأسيس المدينة القديمة تيفست يعود الى القرن الثالث قبل الميلاد كما ذكر ديودور الصقلي الذي عاش في زمن الامبراطور اغسطس في القرن الاول ميلادي وذكر بان هذه المدينة من اقدم المدن في شمال افريقيا، كما أن المصادر المادية المتمثلة في الكتابات اللاتينية تدل على ان تأسيس مدينة تيفست يعود الى القرن الاول ميلادي خلال حكم العائلة الفلافية في عهد الامبراطور فيسيانوس، وعرفت المنطقة الديانة المسيحية في منتصف القرن الثالث ميلادي، وبعد ذلك قام الوندال بالاستلاء على كل الممتلكات الهامة ووضعوا ضرائب على المواطنين وحصنوا المدينة باسوار وقد عثر الباحثون الاثريون جنوب مدينة تبسة على شواهد دلت على ذلك.
أميرة بوحجار
