حوس بلادك !

جولة في تاريخ مسجد عمي موسى بولاية غيليزان

35

يعرف مسجد عمي موسى بولاية غليزان، بطابعه العمراني المميز، تداخلت فيه الهندسة التركية و الرومانية بمسحة إسلامية عززت قوة الشخصية الفذة  لسكان المنطقة  الذين رسموا لوحة من التلاحم و التآخي للدفاع عن الهوية الوطنية رغم طغيان الآلة الاستعمارية ومحاربتها لكل ما له علاقة بالشخصية الجزائرية.

وقد روى كبار المنطقة كيفية ظهور هذا  الصرح الديني الذي أصبح اليوم يستغيث، حيث كشف أحدهم بأن السلطات الاستعمارية قامت خلال تلك الفترة ببناء كنيسة لتمكين المعمرين من أداء شعائرهم الدنية وهو ما أثار حفيظة سكان بلدية عمي موسى الذين قرروا بناء مسجد وكان لهم ما أردوا سنة 1878 م رغم صعوبة المأمورية التي نفدت في تحد كبير.

 ويتميز هذا الفضاء الروحي الرحب بتداخل هندسته ، حيث صنع لوحتها فسيفساء امتزجت في الحضارة الهندسة التركية بالرومانية وغطتها المسحة الإسلامية الأصلية، وقد مكن آنذاك السكان من القيام بكل شعائرهم الدينية وبقي شامخا شموخ الجبال في جزائر الاستقلال ،حيث تخرج منه آلاف الطلبة الوافدين من كل المناطق الذين تتلمذوا على نخبة من المشايخ و الأئمة الأفاضل ونالوا شهادات أهلتهم لضمان مناصب عمل في شتى المجالات على غرار التعليم و المحاماة. 

لكن ومع تعاقب الزمن انقلب وضعه فأصبح غير مستغل بعد أن ظهرت على جدرانه تشققات وأصبح فضاءا مهجورا رغم قيمته التاريخية و الفنية التي لن تجد لها مثيلا عبر كامل ربوع الولاية. 

شميساء حامد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

Translate »
آخر الأخبار