حوس بلادك !

“حديقة صوفيا” … بالجزائر العاصمة تسترجع مجدها الضائع

249

 

تضم الجزائر العاصمة عددا معتبرا من الحدائق العمومية الجميلة التي يعود تاريخ إنشائها إلى الحقبة الاستعمارية، ولعل أبرزها “حديقة صوفيا” الواقعة بقلب الجزائر العاصمة، وبمحاذاة البريد المركزي تحديدا .

ظلت هذه الحديقة الجميلة لسنوات طويلة المتنفس الوحيد للعديد من سكان العاصمة، ومقصدا هاما للعائلات من أجل الترفيه عن النفس، إلى أن حالت الظروف الأمنية دون ذلك، حيث تم غلقها لفترة من الزمن بعد أن تحولت إلى مصدر إزعاج وقلق كبير لسكان المنطقة بسبب الانتشار الواسع للمنحرفين والمتشردين. هذه الممارسات التي أصبحت تنفر العائلات من دخول المكان خوفا على سلامتهم، وسلامة أبنائهم، لكن الحديقة استطاعت مؤخرا أن تسترجع مجدها الضائع وصورتها الطبيعية التي فقدتها بسبب الإهمال الذي لحق بها، وذلك بعد إعادة تهيئتها بالكامل من طرف السلطات المحلية، أين سخرت لها كامل الإمكانيات المادية والبشرية. إذ تم لإنجاح هذه العملية تسخير كل الإمكانيات من أعوان النظافة الذين يقومون بجمع النفايات يوميا، علاوة على مساهمة مؤسسة “إديفال” التي تتكفل بالمساحات الخضراء وتهيئتها، لتفتح من جديد أبوابها بحلتها الجديدة أمام الجمهور العاصمي، لاسيما فئة الأطفال، وهكذا تحول المكان إلى حديقة للتسلية والترفيه، ومكان مفضل للعديد من العائلات التي تبحث عن الراحة و الهروب من ضغوطات الحياة اليومية، بعدما تم تجهيزها بمجموعة من الألعاب المخصصة للأطفال، وكذا تهيئة المساحات الخضراء بالأشجار المختلفة والنباتات المتنوعة ألأشكال والألوان. مما خلق للجلوس تحت ظلال هذه الأشجار من متعة لا مثيل لها، وجعل من هذه الحديقة قبلة للزوار و مقصدا يوميا للعائلات والأطفال لقضاء أوقات ممتعة والاسترخاء بين أحضان الطبيعة.

و فعلا تحولت حديقة صوفيا إلى وجهة محترمة، تفتح أبوابها بانتظام ابتداء من الساعة الثامنة صباحا إلى غاية السادسة مساء، و تقوم المصالح الخاصة بغلق الباب الرئيسي للحديقة ليلا تفاديا لدخول المنحرفين للمكان، فضلا عن الانتشار الواسع لأعوان الأمن. ومما ساعد أيضا على أمن المكان وجود الحديقة بجانب مركز الشرطة وكذا حاجز أمني دائم.

خلال جولتنا الاستطلاعية التي قادتنا إلى الحديقة كان لنا لقاء مع بعض العائلات التي تقصد المكان باستمرار مع أطفالها، أين عبروا لنا عن ارتياحهم للوضع الجديد الذي آلت إليه الحديقة بعد سنوات من الغلق بسبب أشغال التهيئة.

ورغم صغر مساحة هذه الحديقة، إلا أنها أصبحت مؤخرا المتنفس الوحيد بالمنطقة، ومقصدا يوميا للعائلات.

جميلة خياري

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

Translate »
آخر الأخبار