حرف جديدة في المجتمع الجزائري … أي واقع وأي مستقبل !!
تشهد الحرف والصناعات المرتبطة بها كغيرها من المجالات الاقتصادية في الجزائر تطورا كبيرا، فقد تغيرت في كل جوانبها، سواءا من حيث الآلات والأدوات المستخدمة فيها، أو المواد الأولية التي تغيرت كثيرا، وأصبح هناك خيارات شتى فيها، فالمعروف منها كالخياطة، والطرز، والرسم … التي أصبحت تستخدم الكمبيوتر وغيره، ولم يقف الأمر هنا بل ظهرت أنواع جديدة من الصناعات والحرف اليدوية والفنية، التي لم يعرفها المجتمع الجزائري من قبل، كصناعات الريزن الفني، وصناعات الإكسيسوارات والمجوهرات يدويا، وصناعة الأحجار الكريمة، وصناعة الشوكولاطة الفنية…الخ. وقد دخلت للسوق الجزائري وحققت نجاحا معتبرا واستجابت لاحتياجاته وأذواقه الجديدة، مع أنها غريبة عن تراثنا، وللتعريف ببعض هذه الحرف والفنون والاطلاع على واقعها وآفاقها، قابلنا بعض الحرفيات اللاتي تحدين ودخلن مجالات جديدة وأبدعن فيها، فكانت لنا معهن هذه الدردشة.
سوق صناعة الاكسيسوارات والأحجار الكريمة لازال فارغا في الجزائر !!
اقتربنا من السيدة الطاوس.ب حرفية في مجال صناعة الاكسسوارات يديويا وصناعة الأحجار الكريمة، وصاحبة ماركة Deco Flam bijoux للمجوهرات والأحجار الكريمة، ومدربة في مجال صناعة المجوهرات التقليدية الجزائرية والحديثة، حاصلة على شهادة الماستير في مجال الحقوق والعلوم السياسية، لتعطينا لمحة عن الحرفة التي إختارتها، ودخلت مغامرة وتحدي إدخالها للجزائر، وتعرفنا عن المجال باعتباره جديدا عن الجمهور الجزائري.
تحواس براس: منذ متى تعرفتي على هذه الحرفة ومنذ متى دخلت للجزائر؟
السيدة طاوس.ب: “تعرفت على حرفة صناعة المجوهرات في صغري، وعمري 8 سنوات عندما اهداني أحد أفراد عائلتي (خالي) باقة لصناعة الإكسسوارات لعلمه بشغفي بالأشغال اليدوية، وبدأت إكتشاف هذا المجال، وبعد ذالك نمى معي شغفي هذا، وكنت أبحث دائما عمن يعلمني الحرفة في الجزائر وحتى خارج الجزائر حيث تواصلت مع مدارس دولية عدة خاصة بصناعة المجوهرات، لكن لم يتسنى لي مزاولة الدراسة هناك، بسبب تكلفتها الباهظة، لكنني لم أستسلم وحاولت البحث في المجال بشكل عصامي، والتعلم من كل المراجع التي يمكن أن أتحصل عليها كالفيديوهات المجانية عبر الانترنيت، التي كانت ناذرة مع بدايات اليوتيوب ومواقع التواصل الاجتماعي، ثم مع الوقت توفرت أكثر، لكن ذلك لم يكن كافي لأن لكل صنعة أسرار تأخذها من ذوو الخبرة فيها، ولهذا كانت فرحتي عارمة عندما صادف أن تعرفت على سيدة مختصة في المجال وعلمتني تقنيات كثيرة، بعدها إنطلقت في تجربتي الخاصة وإبداعاتي لوحدي”.
تحواس براس: وهل ظهور هذه الحرفة في الجزائر هي استجابة لحاجة فعلية في سوق الاكسيسوارات أم فقط تقليد أم تطور طبيعي في المجال؟
السيدة طاوس.ب: “بالنسبة للجزائر صناعة المجوهرات ليس جديدا، فصناعة المجوهرات التقليدية كان مزدهرا من زمان، وكانت الحرفة موجودة لكنها قليلة الانتشار، كذلك كان احترافها مقصورا على الرجال فقط، فمثلا في العاصمة و بالضبط القصبة كانت تصنع من الجوهر الحر، أما في الشرق الجزائري فانتشر السخاب المصنوع من العنبر الحر، ولكل منطقة خصوصياتها. وبالنسبة للسوق الجزائري من وجهة نظري وخبرتي التي تجاوزت 10 سنوات ألاحظ أنه يشهد إقبالا كبيرا من طرف السيدات والفتيات المراهقات، خاصة بعد غلاء الذهب والفضة إضافة لرغبتهن في التغيير والمزج في الألوان والأذواق، وانتشار موضة المجوهرات الغير ثمينة والأحجار الكريمة، التي انتشرت بسبب المسلسلات ووسائل الاعلام على الأذواق، لكنه للأسف مازال يشهد نقصا كبيرا في نشاط وإنتاج الحرفيين والحرفيات في المجال، وذلك رغم كثرتهم”.
تحواس براس: كذلك سيدة طاوس أنت مختصة في الأحجار الكريمة، نلاحظ أن صناعة ونحت الأحجار الكريمة مجال جديد في السوق الجزائري، كيف دخل للجزائر ومنذ متى؟ وهل هناك إقبال عليها من قبل الجزائريات؟
السيدة طاوس.ب: “هذا المجال لا اعتبره جديدا في الجزائر، هو لم يكن معروف فقط، فالصحراء الجزائرية تحتوي على عدة معادن ثمينة، من بينها الذهب والنحاس والكوارتز والجيود، ومدينة تمنراست معروفة ببيع الاحجار الكريمة منذ القدم، وهناك عدة دورات بخصوص الاحجار الكريمة، أما بالنسبة للإقبال فحسب تجربتي الشخصية هناك طلب علي الاحجار الكريمة والشبه الكريمة، وهذا الأمر متعلق بالمصداقية في النعامل، فأنا شخصيا ألجأ لفحص الأحجار واختبارها بآلة خاصة تسمى ب testeur diamant قبل بيعها للزبون، والأنواع الأكثر طلبا حجر الأماتيست وحجر الروز كوارتز وحجر عين النمر وحجر السترين حجر المال كما يسمى”.
تحواس براس: وبما انك مختصة في مجال الأحجار الكريمة يقال أن لها خصائص علاجية كثيرة، هلا حدثتنا عنها وأعطيتنا بعض الأمثلة عنها؟
السيدة طاوس.ب: “بالنسبة لاستخدامات الأحجار الكريمة أكثرها جمالية وتستخدم للعلاج أيضا، فمثلا، حجر الكوارتز الوردي هو حجر الحب والزواج بامتياز، حيث اشتهر استخدامه للعزاب الذين يريدون جذب شريك الحياة، فإذا كنت تريد الارتباط، يمكنك أن تعزز حظوظك في العثور على شريكك بواسطة الاستفادة من طاقة وذبذبات حجر الكوارتز الوردي القوية، أيضا يشتهر بقدرته على علاج الجروح العاطفية القديمة وآلام الانفصال أو الطلاق وغيرها، والذكريات المؤلمة، نظرا لارتباطه الطافي بشاكرا القلب، وبصفة عامة قد تنبه العلماء منذ آلاف السنين الى خصائص الكوارتز الوردي، وذكر ذلك في النقوش السومرية والكتب الصينية التي أشارت لخواص الكوارتز الوردي وإشعاعاته وذبذباته العالية”.
تحواس براس: وبما أنك سيدتي مدربة في المجال وتساهمين في نقل هذه الحرفة لبقية الشابات والنسوة، نسألك عن هذه التجربة منذ متى بدأت مجال التدريب وهل تجدين إقبال على تعلم هذا الفن؟ وما هي تطلعاتك لهذه الحرفة في الجزائر؟
السيدة طاوس.ب: “لقد دخلت مجال التدريب على صناعة المجوهرات منذ سنة 2019، وكانت الساحة فارغة تماما نظرا لنذرة المعلومات ونقص الخبرة، إضافة لصعوبة تحضير دورة متكاملة للتدريب، وهناك اقبال كبير على تعلم الحرفة خاصة من قبل السيدات اللواتي أردن فتح مشاريعهن الخاصة في مجال بيع المجوهرات و لاكسسوارات”.
تحواس براس: في الأخير ما هي تطلعاتك لهذه الحرفة في الجزائر؟
السيدة طاوس.ب: “أنا متفائلة جدا وأرى أن هناك مستقبل لهذه الحرفة في الجزائر، وذلك نظرا لإبداع وأذواق الجزائريات، إضافة لاختلاف المناطق في بلادنا أدى لوجود تنوع وغنى في التصاميم والابداعات، لكن أتمنى من كل الحرفيات في صناعة المجوهرات تعلم كيفية انشاء ماركة مقننة وحمايتها، والتسويق لها بالشكل الصحيح بطرق إلكترونية حديثة وتطوير الحرفة أكثر”.
صناعة الشوكولا الفنية فن راقي فهل سيجد مكانه في المجتمع الجزائري؟
للحديث عن هذه الحرفة الفنية إلتقينا بالشاف زليخة.ع متخرجة من جامعة الامير عبد القادر تخصص فقه وأصوله، متخصصة في صناعة الشوكولا الفنية ومدربة في مجال الشوكولا الحرفية الفنية ( chocolat artisanal )، وصاحبة ماركة Elaf chocolaterie للشوكولا الفاخرة، الفنانة التي ارتبطت أناملها بالشكولا الفنية وأصبحت تخرج منها تحف، والتي سألناها عن واقع هذا الفن الجديد والتحديات التي تواجهه في الجزائر فكان لنا معها هذا الحوار.
تحواس براس: عرفينا على هذه الحرفة لو سمحت شاف زليخة؟متى تعرفتي عليها؟ ومتى دخلت هذه الحرفة للجزائر وكيف؟
الشاف زليخة.ع: “هذه الحرفة اليدوية الفنية تنضوي عموما ضمن مجال الحلويات الغربية والباتيسري، تعتمد أكثر على الابداع وادخال الحشوات الجديدة، والنكهات المتنوعة سواء الشرقية أو الغربية مع الشوكولا الممتازة، ولقد تعرفت على هذه الحرفة منذ أكثر من 10 سنوات عبر النت ثم أغرمت بها، وبدأت البحث عن دراسة تمكنني من إتقانها لكن لم يكن ذلك متوفرا في الجزائر في ذلك الوقت، بل حتى موادها الأولية كانت لا تدخل السوق، لهذا اعتمدت على ما توفر من معلومات شحيحة من مصادر على النت، وبدأت الاقتراب من هذا المجال شيئا فشيئا، كما اعتمدت مواد أولية المتوفرة في السوق وأغلبها لا يصلح للمجال، لكن تكونت لدي خبرة في المجال مع الوقت، وقبل 4 سنوات شكل حضوري لدورة نظمها الشاف المغربي شعيب الرافعي المتخصص في الشوكولا الفنية في مدينة قسنطينة فارقا كبييرا جدا في مسيرتي حيث درستها على أصولها، كما بدات أتواصل مع جهات في الخارج تزودني ببعض المواد الأولية مما مكنني من الانطلاق بصفة احترافية، ثم مع الطلب بدأت المواد الأولية الممتازة في الدخول للسوق عن طريق المستوردين، وانتشرت أكثر ونظمت دورات عديدة فيها، وبدأت في الانتشار أكثر فأكثر”.
تحواس براس: وهل هناك طلب حقيقي على الشوكولا الفنية في السوق الجزائرية؟ ومن الفئات الأكثر طلبا لها؟
الشاف زليخة.ع: “تشكل الشكولا الفاخرة حاجة ماسة وملحة في السوق الجزائرية، خاصة بعد سياسة التقليل من استرادها من الخارج جاهزة، الذي يعد فرصة لتطور هذه الحرفة أكثر في الجزائر، وايضا نشهد مؤخرا دمجها بشكل كبير في الثقافة الجزائرية، حيث أصبحت ترافقنا في الأعراس، وكهدايا في المناسبات والأفراح، كذلك في بعض الأعياد الخاصة غيرها، أما أكثر الفئات طلبا لهذا النوع من الشوكولا فهم فئة الشباب من كلى الجنسين، والنساء بصفة كبيرة”.
تحواس براس: بما أنك مدربة في المجال، منذ متى دخلت مجال التدريب وهل هناك إقبال من طرف الجزائريين على تعلم هذه الحرفة؟
الشاف زليخة.ع: “بدأت التدريب في مجال الشوكولا الحرفية الفنية منذ سنة (2020) بعد أن اكتسبت خبرة واسعة في المجال، وكان الهدف من دخولي مجال التدريب هو نقل تجربتي لبقية الشباب والراغبين في دخول هذا المجال، لتوسعة السوق المحلي وتغطية الطلب، وكذلك لجعل هذه الحرفة جزء من الثقافة العامة للجزائريين لما فيها من إبداع ورقي، وقد وجدت إقبال كبير على تعلمها من قبل الشباب خاصة الفتيات والنساء، لكونها حرفة يمكن الانطلاق بالعمل بها من البيت، وأيضا لان لها مستقبل واعد في المجتمع الجزائري خاصة مع التوسع الذي تشهده”.
تحواس براس: بعد خبرتك في المجال حدثينا عن المشاكل والعراقيل التي تواجهكم في هذه الحرفة؟
الشاف زليخة.ع: “أغلب العقبات التي تواجهني كشاف وصانعة ومدربة في هذا المجال هي نقص المواد الأولية الممتازة بشكل أساسي، وغلاؤها الفاحش في بعض الأحيان، والذي يؤثر سالبا على تسويق المنتج، وخاصة مع القدرة الشرائية المتدنية، بالإضافة لعدم معرفة المستهلك الجزائري بهذا الفن، فكثيرا ما سألني الناس في المعارض وفي بعض المناسبات مستغربين ما هذا؟ هل هذا فعلا شوكولا؟ ولهذا كلما انتشرت ثقافة المجال كان أسهل في التسويق”.
تحواس براس: في الأخير حديثينا عما تطمحين له كمختصة في هذا المجال؟
الشاف زليخة.ع: “طموحاتي كحرفية وشاف مدربة في الشوكولا الفنية أن تنتشر هذه الحرفة أكثر، ويكون لها مكانها الخاص والمميز ضمن الحرف اليدوية الموجودة في بلادنا، ويتمتع هذا المجال بالتنوع والتخصص أكثر، ونساهم من خلاله في إثراء مجال الحرف في بلادنا وفتح باب لشبابنا لكي يبدع أكثر، ويحقق ذاته ويكون مصدر رزق للكثيرين منه”.
فن الريزن … ضيف دخل للسوق الجزائري فلم يحتضنه!
وسألنا الفنانة والمهندسة المعمارية بونجار نور الهدى وهي متعددة المواهب، فهي إطار سابق بقطاع التجارة بخبرة عشر سنوات في مجال مراقبة النوعية وحدود البحرية والتجارة الالكترونية، مدربة في مجال انشاء المشاريع التجارية والحرفية حاصلة على خمس شهادات جامعية في مجال الكمياء، مستشار في انشاء وإدارة المشاريع وتطويرها صاحبة مخبر مراقبة الجودة والتحليل الغذائية والمكروبيولوجية، مدربة في مجال الحرف الكميائية ومن بينها مجال الريزين لصناعة التحف وتلبيس الارضيات بالريزين.
تحواس براس: ما هي مادة الريزين وما قصة شغفك بها واعتمادك إياها كحرفة؟
المهندسة بونجار نور الهدى: “بداية الريزين هو مادة كيميائية، وكان أول ظهور له في العالم سنة 1936 اما في الجزائر فدخل في نهاية 1999 واستعملته العديد من الشركات في تلبيس الأرضيات، وهذا لأنه يحافظ عليها من الصدأ وعلى معايير النظافة الفائقة، وهو جد اقتصادي مقارنة بالبلاط العادي، ومقاوم لفترة طويلة من الزمن، إضافة تأثيره الجمالي، أما عن استخدام الريزين في صناعة التحف فأصبح رائجا في السنوات الأخيرة، حيث اتجهت الحرفين لاستخدام الريزين بدل الزجاج لصلابته وامكانية تشكيله، ولكنه لم يلقى رواجا في الجزائر إلا في سنة 2019، وكنت من بين الاوائل الذين روجوا لطرق استخدامه المتعددة، وقد تعرفت أنا شخصيا على حرفة الريزين أو مرة خلال زياتي لتركيا لمدينة بورصة، حيث كان لدي تربص بأحد المؤسسات الخاصة في مجال محاربة الصدأ ومن بين الأمور التي تناولناها هو محاربة الصدأ بمادة الريزين، وفي احد الجولات في سوق بورصة رأيت تحف فنية تذكارية مصنوعة بمادة الريزين فأعتراني الفضول حول صناعتها وبدأت بالبحث أكثر، ومن هناك ركزت في دراستي الجامعية على هاذ المجال، كما تكونت خارج الوطن في المجال، وفي 2017 أطلقت أول دورة على ارض الواقع في مجال تلبيس الارضيات بالريزين التي اهتمت بها فئة الرجال لكثرة الطلب عليها في سوق العمل، ثم أطلقت دورات أخرى في مجال صناعة التحف الفنية، والأواني والأدوات المنزلية الفنية والديكورات واللوحات الفنية وحتى طاولات بالاعتماد على هذه المادة، والتي لاقت اهتماما من النساء المهتمات بمجال الصناعة الفنية بالريزين، وعموما هناك إقبال متوسط على الدورات المتخصصة في الريزين، لأنها ما تزال حسب رأيي صناعة حرفية فتية في الجزائر، ومنذ ذلك الوقت نحن مستمرون في المجال، وقد شاركت في عدة معارض للحرفيات والصناعات الحرفية كحرفية ومكونة في المجال”.
تحواس براس: هل هناك حاجة فعلية لفن الريزين في السوق الجزائرية وهل هي مناسبة له؟
المهندسة بونجار نور الهدى: “كما أشرت سابقا الريزين يستخدم لتلبيس الارضيات وتغطية المعادن لحمايتها من الصدأ وتعددت استخداماته في السنوات الاخيرة، خاصة في المجال الفني ومن اكثر الفئات طلبا للرزين الفني هم النساء، وخاصة العرائس التي تردن التميز والجديد المبهر، أما الشركات التي تطلبه فهي الشركات المتخصصة في ديكورات الحفلات والأعراس التي تحتاج الكميات بالجملة لتزيين طاولات الأعراس والحفلات”.
وتضيف المهندسة بونجار نور الهدى: “لكن رغم هذا فإن الكثير ممن بدؤوا مشروع الرزين الفني – حسب توقعاتي- سيتوقفون كأقصى حد بحدود سنة 2024، وذلك لنقص التمويل للاستمرار في الحرفة أو حتى بدئها، وارتفاع أسعار المواد الأولية الجيدة، ونقص التكوين في هذا المجال، وكثرة العرض الذي يفوق الطلب، نتيجة لضعف القدرة الشرائية للمواطن، الذي يعتبر من التحف الفنية للريزين كماليات، ونقص معرفة الناس بمادة الريزين فالبعض يخلط بينه وبين الزجاج أو البلاستيك، فلا داعي لشرائه بأسعار مرتفعة، في حين هناك بدائل باسعار اقل، اضافة للمنافسة الغير شريفة، وعدم وجود التغطية القانونية لنشاط صناعة الريزين داخل السجل التجاري أو بطاقة الحرفي، أما من لديه التمويل الكافي لمشروعه والتكوين المتكامل في العمل، ويشتغل مع فريق مكون سيكون ناجح في استدامة مشروعه وتطويره”.
كانت هذه لمحة عن مجالات دخلت للجزائر كحرف يدوية جديدة، نتمنى لها التطور والازدهار، واخيرا لكل عصر صناعاته وفنونه وحرفه التي تناسبه وتستميل أهله، ويبقى تحدي هؤلاء الفنانات اللاتي إخترن مجالات حرفية جديدة عشقناها، وابدعن فيها، وعملن على نشرها رغم كل الصعوبات قائما، ومازال مشوارهن متواصلا.