حوس بلادك !

حظيرة الأهقار إرث حضاري شاهد على الفترة الأولى لتكوين الأرض

42

تعدّ الحظيرة الوطنية الأهقار بتمنراست جوهرة حقيقية وسط الصحراء الجزائرية بحكم ثرواتها الطبيعية الهائلة وموقعها الجذاب وما تختزنه من كنوز لطالما ألهبت قرائح المبدعين وأقحمت زوارها في فسحات التأمل وتدفع الباحثين للاندراج بشكل دائم في مسالك استكشاف متجدد لموروث تراثي حضاري.

تتصدر حظيرة الأهقار واجهة مدينة تمنراست وتقع على بعد 1800 كلم جنوب العاصمة، وتتربع هذه الأيقونة الفريدة على مساحة قدرها 450 ألف كيلومتر مربع، وتعتبر منطقة شاهدة على الفترة الأولى لتكوين الأرض منذ أكثر من ثلاثة مليارات سنة وتوجد عديد الشواهد والآثار الدالة على الأحداث المهمة لتلك التحولات فقد كانت المنطقة خلال مختلف المراحل الجيولوجية المهمة للأرض عبارة عن محيط ظهر واختفى على مرتين، ولا تزال آثار تلك التحولات شاهدة و موجودة في حظيرة الأهقار إلى غاية الآن بما جعل عموم الخبراء يطلقون عليها جنة الجيولوجيا، طالما أن كل الدلائل والآثار راسية على أسطحها في شكل لوحات فنية، وقد عرفت عاصمة الأهقار تذبذبات بركانية وزلزالية منذ ما يزيد عن العشرين مليون سنة الأخيرة، بما جعل طبقاتها الجيولوجية الباطنية تطفو على السطح مساهمة بذلك في ارتفاع المنطقة وفي تكوين جبال بركانية وبتمنراست نجد أعلى قمة وهي قمة جبل التاهات بعلو يفوق الثلاثة آلاف متر، كما نجد في تمنراست أيضا خصوصية أخرى وهي النباتات التي لا تعيش إلا في المناطق الرطبة وتمثل كذلك أحد الشواهد على رطوبة المكان في الماضي وهي اليوم تقاوم التصحر والجفاف إضافة إلى بعض الأعشاب النادرة التي تستعمل في الطب التقليدي وهناك بعض الحيوانات ذات الأهمية العلمية كالفهود ويقدر عددها حاليا بـ250 فهدا، إضافة إلى الغزلان، والغزلان البرية التي يتهددها خطر الانقراض بسبب التصحر وما يقترفه الإنسان الذي صار أكبر المهددين.

أميرة بوحجار

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

Translate »
آخر الأخبار