حكاية الزوج صبايا
نسمع في الأغاني الشعبية الجزائرية التغني بالزوج صبايا(فتاتين)، سواء كانت شعبي عاصمي، أو مالوف او أندلسي، ولكننا لم نتساءل يوما كيف يتغنى محبوب بفتاتين معشوقتين في نفس الوقت، او يصف حالهما مع الهوى في نفس الوقت، وتعود أصل الحكاية للقرن 18م، حيث عاشتا الاختان نفيسة وفطيمة الاميرتان العثمانيتان بنتا حسن باشا الذي عاش في القصبة، وتقلد المناصب من خزناجي إلى باشا، و كان حاكما للجزائر مابين (1791 -1798)، ويلقب هذا الباشا بأبو الأميرات فهو أبو خداوج العمياء، وأبو فاطمة زوجة الداي حسين
وكانت الفتاتان قمة في الانوثة والجمال، كانتا منسجمتان تلازمان بعضهما بعضا في كل شيء، تتقاسمان الصغيرة والكبيرة، تفرحان معا تتألمان معا…إلخ، تحبان بعضهما وكأنهما روح واحدة انقسمت في جسدين، وكانتا مدللتان تملآن قصر أبيهما في القصبة مرحا ولهوا وأنسا ببعضهما وبحياتهما، وكانتا أنس ابيهما وبهجته، وظلتا هكذا إلى ان دق الحب باب قلبيهما في نفس اللحظة ولنفس الشخص، وهو جندي انكشاري وسيم، كان في قصر ابيهما، وبدأ حالهما ينقلب، فكل منهما علمت بحال أختها فاخفت عنها ما في قلبها وما تكابده، من كثرة حبها لها، وظلت الفتاتين على هذي الحال المستحيلة تكابدان آلامهما شهورا، حتى نحل جسدهما ومرضتا مرضا شديدا، وماتتا في نفس اليوم، ويقال ان الاطباء أخبروا ابيهما بحالتهما فقتلهما أو دفنهما حيتين، ومهما كانت حقيقة الأمر فهما مدفونتان الآن في داخل القصبة، بجانب زاوية سيدي علي بن موسى، كما سمي الطريق المحاذي لقبريهما بطريق نفيسة.
وعلى كل حال بقيت قصتهما تروى في التراث الشعبي العاصمي من خلال القصص، والاغاني، وأنتقلت لبقية المناطق فنجد قصة الزوج صبايا يتردد صداها في العديد من أغاني التراث، من تلمسان غربا إلى قسنطينة و عنابة شرقا، دون ان ندري قصتهما الحزينة.
د. أمال عزري