حوس بلادك !

حكاية اليوم .. “إذا كان الكذب ينجي .. فإن الصدق أنجى”

642

حكاية اليوم .. “إذا كان الكذب ينجي .. فإن الصدق أنجى”

بينما كان حطاب يحطب، ويجمع الحطب، ويصنع منه أكواماً قبل أن ينقله إلى بيته، فإذا بشاب يركض باتجاهه ويلهث من التعب، فلما وصل إليه طلب منه أن يخبئه في أحد أكوام الحطب كي لا يراه أعداؤه الذين يريدون قتله، فقال الحطاب: ادخل في ذلك الكوم الكبير، فدخل وغطاه ببعض الحطب حتى لا يرى منه شيئ. وأخذ الحطاب يحتطب ويجمع الحطب، وبعد قليل أبصر رجلين مسرعين نحوه، فلما وصلا سألاه عن شاب مر به قبل قليل ووصفاه له، وإذا به الشاب نفسه المختبئ عنده، فقال لهم: “نعم لقد رأيته وخبأته عنكما في ذلك الكوم ابحثوا عنه فإنكم ستجدونه”، والشاب في كوم الحطب يسمع الحديث، وقلبه يكاد أن يتوقف لشدة الخوف والهلع عندما سمع الحطاب يخبرهم بمكانه، فقال أحدهما للآخر: إن هذا الحطاب الخبيث يريد أن يشغلنا في البحث عنه في كوم الحطب الكبير هذا ليعطيه فرصة للهرب، لا تصدقه، فليس من المعقول أن يخبئه ثم يدلنا عليه، هيا نسرع للحاق به.
ومضيا في طريقهما مسرعين، ولما ابتعدا واختفيا عن الأنظار خرج الشاب من كوم الحطب مذهولاً مستغرباً، وقد بدت عليه آثار الاضطراب والخوف والغضب، فقال معاتباً الحطاب: كيف تخبئني عندك، وتخبرهم عني؟ أليس لك قلب يشفق؟ أليست عندك رحمة؟ فقال الحطاب: يا بني إذا كان الكذب ينجي، فالصدق أنجى، ووالله لو كذبت عليهم لبحثوا عنك ووجدوك ثم لقتلوك، سر على بركة الله وإياك والكذب، واعلم أن الصدق طريق النجاة.

خديجة ڨيرة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

Translate »
آخر الأخبار