حوس بلادك !

حكاية “ياشمس نعطيك سن لحمار وأعطيني سن لغزال”

16

لقد اعتاد الأمهات في مختلف ربوع الجزائر لحد الساعة، وخاصة في المناطق الريفية على جعل أبناءهم يرمون سنهم الحليبي عندما يثغروا (تسقط أسنانهم اللبنية) في اتجاه الشمس، مرددين عبارة “ياشمس نعطيك سن لحمار وأعطيني سن لغزال”، وفي بعض الحواضر كالجزائر كالعاصمة وقسنطينة خاصة، أماكن تواجد اليهود في الجزائر ” يا شمس نعطيك سن الفضة وأعطيني سن الذهب”، وذلك لأن اليهود تجار وكانوا يكنزون الذهب والفضة كثيرا.

وتعود هذه العادة حسب ما ذكر إلى أولى الحضارات الإنسانية، وهي الحضارة المصرية القديمة التي سادت فيها عبادة الشمس ( إلاه الشمس آمون)، وكان يرمز للديمومة والتجدد والحياة، لأن الشمس تعود بعد مغيبها كل يوم وهي مصدر الحياة، تشكل قوة طبيعية عظمى بالنسبة للإنسان، لا يستطيع فهمها.

 وبما أن مصر كانت مركزا للعالم القديم، فقد امتد تأثير حضارتها لكل المناطق المجاورة لها، أو التي وقعت تحت سيطرتها في فترة معينة، أو التي تعاملت معها بالتجارة وغيرها، لهذا انتشرت ديانتها والآلهة التي عبدت من قبل المصرين، لمناطق واسعة من أوروبا و خاصة المطلة على شرق البحر الأبيض المتوسط، وبلاد شمال أفريقيا بلاد المغرب العربي، والسودان ومالي والنيجر، لأن سكان هذه المناطق الأوائل تأثروا بالجانب الديني لهذه الحضارة وعبدوا آلهتها، بصفتها الحضارة الغالبة لذلك الوقت.

د.أمال عزري

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

Translate »
آخر الأخبار