ذياب لهلالي وفرسه البيضاء…
ترتبط تسميات بعض الاماكن بالتغريبة الهلالية، وهي رحلة طويلة لقبيلة عربية تبدا من أراضي صحراء نجد لتنتهي في الاندلس والساقية الحمراء، وقد ذكرت في قصائد طويلة من الشعر العربي، وذكر صفات أبطالهم وبطولاتهم ومعاركهم وصرعاتهم وممتلكاتكم، ومنهم ذياب إبن غانم الهلالي، وهو أحد امرائهم، الذين تولوا التل الصحراوي والصحراء، وهناك عدة اماكن شاهدة على مسيرة بني هلال، وخاصة في منطقة أم البواقي،
ويذكر الرواة أن ذياب لهلالي كان مرتحلا مع زوجته، على فرسه التي يحبها حبا لا مثيل له اسمها البيضاء، وهي فرس عربي أصيل بيضاء اللون، فلاقى عدوا من اعدائه وهو(رمضان بن شنلان) من قبيلته، فقاتله فلم ينل منه هو، لكنه طعن فرسه البيضاء، فقتله ذياب انتقاما لها، ثم ترجل ذياب وزوجته من على ظهرها وصارا يواسيانها، ويسايسانها حتى يدخلا لقبيلة او مكان مأهوللمداواتها، لكن المسافة كانت طويلة وإصابتها بالغة وبدأت تتعب وظرتها إصابتها، فبدات تعرج أي (تضلع) بالللهجة الدارجة فسميت تلك المنطقة (الضلعة)، ثم مشوا مسافة فوصلوا واديا وبدأت الفرس تئن من الألم، فربث على ظهرها ذياب لهيالي وقال (نيني يا البيضاء نيني)، فسمي الواد والمنطقة بواد نيني لليوم، ثم مشوا مسافة فوصلوا عينا عذبة فشربت منها الفرس وكانت منهكة من التعب وفقدانها لكمية من الدم، فماتت بجانبها، وسميت العين بإسمها (عين البيضاء)، وسميت كل منطقة عين البيضا بإسمها. وظلت هذه الرواية تتداول إلى اليوم، رغم ان هناك من يذكر أن نفس العين كانت صخورها التي تنبع منها بيضاء اللون، لكن أسطورة ذياب غلبت، وهناك منطقة في ام البواقي سميت بإسم إبنة عمه التي قتل اخوها وحبيبها وحاولت الانتقام منه فقتلها في واقعة بينهما في منطقة تسمى باسمها لليوم وهي الجازية، ومازالت هذه الأماكن وغيرها تتسمى بهذه الأسماء لليوم، تحكي قصص من مروا بها.
د. أمال عزري