ز.مروش يحاول الإجابة عن السؤال : لماذا نجح الناجحون وفشل الفاشلون ؟
في الكثير من الأحيان والأزمان نلاحظ أشخاصا توفرت فيهم شروط النجاح ولكنهم فشلوا وآخرين توفرت فيهم شروط الفشل ولكنهم نجحوا ، والسؤال الذي يجب أن يُطرح : لماذا نجح الناجحون وفشل الفاشلون ؟
النجاح ، كظاهرة يتنافس من أجلها المتنافسون ويُضحي من أجلها المضحون، هو نتيجة حتمية لجملة من الأسباب متى توفرت أو توفر البعض منها كان النجاح ومتى غابت وانعدمت كان الفشل .
وقوة فاعلية هذه الأسباب تختلف من فرد لآخر ومن زمكان لآخر ؟!
ومن بين هذه الأسباب الكونية الخالدة التي تقف وراء ظاهرة ” النجاح” ؛ فعل مساعدة الآخرين !!!
ومما ورد على لسان رسول الإسلام صلوات ربي وسلامه عليه :
“مازال الله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه”.
فأنت عندما تُقدّم يد المساعدة للآخر، بمثل هذا الفعل تكون قد استوجبت مساعدة “القادر” الذي أمره بين الكاف والنون الذي إذا قال للشيء كُن فيكون !
ومن كان الله ناصره فأنى له أن لا ينتصر؟!
وفعل مد يد المساعدة للآخر قد لا تتوقف آثاره الإيجابية على مستوى الحياة الدنيا بل تتعدى إلى الحياة الأخروية:
” من فرّج على مؤمن كُرْبة من كرب الدنيا فرّج الله عليه كُرْبة من كُرَب يوم القيامة”.
ومما ورد على لسان رواد التنمية الذاتية :
“يمكنك أن تحصل على ما تريد من الحياة فقط عندما تُساعد عددا كاف من الناس لتحقيق ما يحتاجونه “.
فأنت عندما تُساعد الآخرين على تحقيق ما يصبون إليه وبالتالي تحقيق نجاحاتهم تشعر بكثير من الرضى و راحة البال ، وكلما أصبت من الطمأنينة النفسية وراحة البال ، كلما عِشت الانسجام وذاتك والانسجام والآخر ، هذا الانسجام الذي يُعدّ بمثابة الوقود الذي يدفعك دفعا لتحقيق مآربك…وهذه حالة روحية لا يعرفها إلا من عاشها ولم يعشها إلا من أعتاد تقديم يد العون للآخرين !!…
وأنت عندما تُقبل على مساعدة الآخر فإن هذا الآخر يصير ممتنا لك فتأسر جوارحه وتملك عواطفه ، ومن أعظم طُرق استمالة الآخرين أن تقوم بمساعدتهم بشكل غير متوقع وبدون مقابل !..
وبالمحصلة ، أنت قادر على تحقيق النجاح الذي تُريد – وقد تمتد آثار هذا النجاح إلى العالم الآخر – بشرط أن يصير تقديم يد العون للآخرين عادة متأصلة فيك . وحتى تصير كذلك ، التزم في حياتك بأن تُساعد كل يوم شخصا لا يتوقع مساعدتك .
ومتى التزمت بمثل هذه الخصلة ألتزم الله بتحقيق لك النجاح…
“مازال الله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه”.
لا يصل الناس الى حديقة النجاح، دون ان يمروا بمحطات التعب والفشل واليأس، وصاحب الارادة القوية لا يطيل الوقوف في هذه المحطات.✌