سكان سكيكدة يحيون “نصف رمضان” بمائدة تقليدية عامرة
يحضر سكان سكيكدة ليلة 15 من رمضان مائدة خاصة تعكس أصالة المطبخ المحلي، حيث تجتمع العائلات حول أطباق تقليدية متوارثة تعزز قيم التآزر والتواصل الاجتماعي في هذا الشهر الفضيل.
▫️مائدة نصف رمضان… نكهة التراث
تنشغل الأسر منذ الصباح في إعداد أطباق خاصة بهذه المناسبة، على رأسها “الشخشوخة” التي تحضر بعناية من الرقاق المفتت والمرق الغني باللحم والحمص والتوابل العطرية، إضافة إلى “الرفيس” الذي يجمع بين الطحين المحمص، الزبدة، والعسل في مزيج يمنح الجسم طاقة للصيام. ولا تكتمل هذه المائدة دون “الكسكس”، الذي يعد بأشكاله المتنوعة، سواء بالمرق الأحمر أو بالحليب والزبدة والزبيب الذي يسمى بالمسفوف، ليكون طبقا رئيسيا يلتف حوله الجميع في أجواء عائلية دافئة.
▫️أجواء احتفالية وروحانية
تتحول هذه الليلة إلى مناسبة لتبادل الأطباق، بين العائلات والجيران في لفتة تجسد قيم التكافل والمحبة. كما تحظى المساجد بحضور مميز خلال صلاة التراويح، أين يستغل المصلون هذه الليلة للإكثار من الدعاء والتضرع، وسط نفحات روحانية تضفي على الأجواء طابعا خاصا.
▫️تقاليد متوارثة رغم العصرنة
ورغم التغيرات التي طرأت على نمط الحياة، يظل “نصف رمضان” تقليدا مقدسا لدى سكان سكيكدة، إذ تحرص الأجيال الجديدة على الحفاظ على هذه العادة، سواء بالمشاركة في إعداد الأطباق أو بتوثيق الأجواء عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لتبقى هذه المناسبة شاهدا على الترابط العائلي والهوية الثقافية العريقة.
▫️رمضان… شهر النكهة والذاكرة الجماعية
مع انقضاء ليلة الاحتفال، يعود الجميع إلى حياتهم الرمضانية المعتادة، لكن نكهة هذه المائدة التقليدية تظل راسخة في الذاكرة، تذكر الجميع بأن رمضان ليس مجرد صيام، بل هو أيضا فسحة للالتقاء وإحياء التقاليد التي تصنع فرادة كل منطقة من الجزائر.