سينية النحاس القسنطينية “تاريخ مدينة في زخارف إبداعية”
بحطة سينية النحاس جيتكم… و مرش ما الزهر المقطر رشيتكم… و بالنقود سلطان مايدتنا و البقلاوة و الجوزية شاركتكم. بمثل هذه الكلمات المتناغمة تفتح نسوة قسنطينة جلسات قهوة العصر التي تفوح رائحتها من أزقة قسنطينة العتيقة، تزينها أواني النحاسية الذهبية و الفضية التي لازالت تستعمل الى يومنا هذا رغم طغيان أدوات المطبخ المعصرنة، وتعتبر سينية النحاس أهم جزء في مائدة القهوة القسنطينية، هذه الأخيرة التي أبدع في زخارفها الحرفيون و ابتكروا لصنعها أشكالا مختلفة، ويستعمل في صناعة سينية النحاس مادة النحاس الفاخرة التي تمر بعدة مراحل من أجل تهيئتها و تشكيلها، ثم يقوم الحرفيون باستعمال المطرقة و نوع خاص من الأدوات بزخرفتها عن طريق نقشها برسوم و أشكال مبدعة، وتأتي السينية بلونين مختلفين هما الفضة البيضاء و الفضة الذهبية، إلا أن السينية تعرف حضورا قويا في جميع البيوت الجزائرية مهما كان شكلها وحجمها ولونها. ورغم أن حرفة النقش على النحاس عرفت مؤخرا تراجعا في عدد حرفييها و كمية إنتاجها، إلا أن سينية النحاس الآصيلة لازالت تمثل جز من حياة القسنطينيين خاصة و الجزائريين عامة، وحضورها إجباري في كل لمة عائلية و علامة مميزة لجهاز العروس الذي يرافقه العديد من أدوات النحاسية الأخرى كمرش الزهر و الكروانة و قصعة النحاس.
بسمة مقرون