شباب الجزائر يتسابقون للتطوع في رمضان
يسارع الشباب الجزائري كل رمضان إلى مد يد العون للمحتاجين، حيث تتحول شوارع المدن وأحياؤها إلى ورشات خيرية تعج بالنشاط. في الأسواق، يتطوعون لتنظيم حملات “قفة رمضان”، وفي المساجد، يشرفون على موائد الإفطار، بينما تجوب قوافل المساعدات القرى النائية حاملة الدفء لمن هم في أمسّ الحاجة.
▫️ مبادرات فردية وجماعية تنبض بالعطاء
تزدحم مواقع التواصل الاجتماعي بإعلانات تطوعية تستقطب الشباب الراغبين في تقديم المساعدة. جمعية “ناس الخير”، إحدى أكبر الشبكات التطوعية في الجزائر، تُكثّف خلال رمضان مبادراتها، حيث صرح أحد أعضائها، أمين بن زينة، قائلا: “نركز في هذا الشهر على توزيع وجبات الإفطار للمسافرين والمحتاجين، إضافة إلى تجهيز قفف رمضان التي تصل إلى آلاف العائلات في مختلف ولايات الوطن.”
في السياق نفسه، تبرز مبادرات أخرى مثل “متطوعون بلا حدود” التي تستهدف المناطق النائية، حيث يتنقل الشباب المتطوعون إلى القرى البعيدة محملين بالمساعدات الغذائية والملابس.
▫️ موائد الرحمة.. مطاعم إنسانية في الشوارع
لا تقتصر الجهود على قفف رمضان، بل تمتد إلى موائد الإفطار الجماعية التي تنتشر في ساحات المدن الكبرى، حيث يشرف عليها شباب متطوعون يقومون بإعداد وتوزيع وجبات الإفطار للمحتاجين والمسافرين. عبد الرحمن بن زيدان، شاب جزائري يبلغ من العمر 25 سنة، يشارك منذ خمس سنوات في تنظيم موائد الإفطار بوسط الجزائر العاصمة، ويؤكد: “رمضان شهر الرحمة، ونحن هنا لنكون سببًا في إسعاد الناس وإعانتهم على الصيام في ظروف كريمة.”
▫️ التبرع بالدم.. صدقة من نوع آخر
من بين أبرز أشكال التطوع في رمضان، يبرز التبرع بالدم، حيث تنظم المستشفيات والجمعيات حملات مكثفة لتعويض النقص الحاد في أكياس الدم خلال الشهر الفضيل. المركز الوطني لنقل الدم يشير إلى أن نسبة المتبرعين ترتفع بحوالي 30% خلال رمضان، لا سيما بعد صلاة التراويح، حيث يقبل الشباب بكثافة على التبرع.
▫️ هل التطوع في رمضان عادة أم ثقافة مستدامة؟
ورغم أن التطوع في رمضان يشهد ذروته، إلا أن بعض الجمعيات تسعى لجعله ثقافة مستدامة. يقول الخبير الاجتماعي الدكتور عبد القادر بلعريبي: “رمضان محفز قوي للأعمال الخيرية، لكنه يجب أن يكون نقطة انطلاق لاستمرارية هذه المبادرات على مدار العام، وليس مجرد ظاهرة موسمية.”
▫️ ختاما.. رسالة من الشباب إلى الشباب
يشكل التطوع في رمضان صورة حقيقية للتكافل الاجتماعي في الجزائر، حيث يتجسد العطاء في أبهى صوره، مؤكدًا أن الشباب هم قلب العمل الخيري النابض. وبينما تقترب نهاية الشهر الفضيل، تبقى رسالتهم واضحة: “العطاء لا يتوقف بانتهاء رمضان، بل يستمر طوال العام.”