صناعة الأواني الطينية الصحية … موروث رائد رغم المنتجات العصرية
تحواس presse في حوار حصري مع "الحرفية أم عبدو"
تعد صناعة الأواني الطينية إحدى اهم الحرف التقليدية التي تشتهر بها الجزائر والتي توارثها الأجيال عن الأجداد، إذ تعتبر صناعة الأواني على الطريقة التقليدية وعلى الرغم من تطور الصناعة في الوقت الراهن موروث ثقافي وحضاري يحاكي تاريخ العديد من المناطق في الجزائر سواء منها الداخلية أو الساحلية كما أنها مصدر رزق العديد من العائلات البسيطة بساطة هاته الحرفة والتي حملت في طياتها الشخصية والتراث الحضاري المنطقة.
والعينة من هاته العائلات، تنقلت جريدة تحواس Presse إلى ولاية المدية حيث التقت بالحرفية “حدة باق” المعروفة بأم عبدو والمختصة في صناعة الأواني الطينية والصحية.
منذ الوهلة الأولى وأنت تكتشف ورشة أم عبدو يرجع بك الزمن إلى البدايات الاولى من ظهور هاته الصناعة بوسائل بسيطة وغير مكلفة ماديا لكنها لها آثار صحية ومفيدة عند استعمالها … تقول الحرفية أم عبدو أنها منذ نعومة أظافرها كانت لها رغبة في تعلم هاته الحرفة ومما زادها اصرارا على تعلمها هو الجو العائلي الذي ساعدها على التميز في هاته الصناعة التي تتطلب الصبر وعدم الاستسلام.
وتقول الحرفية أم عبدو عن تفاصيل صناعة الأواني الطينية أولا أنه يجب توفر المادة الأولية ألا وهي مادة الطين والتي لها عدة ألوان وانواع كثيرة وأفضلها ما يعرف بالصلصال حيث نقوم بتنقية الطين جيدا من الحجر وجذور الاشجار و الشوائب الموجودة فيها ثم نقسم الطين نصفين اول نصف نصنع منه تفون ونقوم بعجنها ونصنع منها أقراص صغيرة تطهى جيدا بواسطة الحطب ثم نهرسها و نضعها جانبا ونقوم بعد ذلك بوضع باقي الطين في الماء حتى تذوب و نخلطها بالتفون الذي تم صنعه مسبقا ونقوم بصنع الأواني التي نحتاجها.
وتواصل أم عبدو حديثها قائلة أن المعدات بسيطة جدا في صنع الأواني حيث تتكون من حجر أملس مسطح و ايضا أصداف البحر كونها تستعمل لتلميس الأواني و جعلها ملساء و لا يلتصق بها الطعام.
وعن انواع الاواني التي تصنعها تقول الحرفية أنه توجد عدة انواع كثيرة اهمها طحين الخبز وقدرة الحريرة طنجرة الماء ولڨصع والتي ذاع صيتها خارج حدود الوطن على غرار تونس و السعودية و كذلك مصر وذلك نظرا لجودتها و الفوائد الصحية التي تزخر بها هاته الأواني عند القيام بطهي الطعام فيها كمثال على ذلك اعتراف العديد من الأطباء المختصين في التغذية بوجود عدة فوائد صحية في الطعام المطهو في هاته الأواني.
أعبدو لديها العديد من الورشات التكوينية و عديد الدورات لتعليم هاته الحرفة خاصة للعنصر النسوي الذي يعد الركيزة الاساسية لصناعة الأواني كونها متعلقة بجانب الطبخ.
وفي الأخير تقول الحرفية أم عبدو أن العائق الوحيد في هاته الصناعة هو نقص اليد العاملة في ورشتها نظرا الطلب الكبير لهكذا نوع من الأواني و عدم وجود طرق توصيل المنتجات للزبائن ذلك الشركات المكلفة بعملية التوصيل اسعارها باهظة مما مما ينعكس سلبا على وصول المنتوج الى الزبون، ناهيك عن المشاكل التي يعاني منها الحرفي بصفة عامة خاصة مشكل الدعم المالي الذي يعتبر المحفز الرئيسي لانتشار و تطور هاته الحرفة و التي بالرغم من تطور المنتجات الصناعية الا انها مازلت رائدة ذلك ان كل منزل لا يخلو من اواني طينية تقليدية تحاكي تاريخ و عراقة هذا الموروث.