حوس بلادك !

عيد الفطر..عادات وتقاليد الجزائريين بين الموروث و المعاصرة

76

يُعد عيد الفطر من أبرز المناسبات الدينية والاجتماعية في الجزائر،  تتجلى فيه قيم التآخي والتراحم. وعلى الرغم من أن جوهر العيد لم يتغير، فإن مظاهر الاحتفال به شهدت تحولات ملحوظة بين الماضي والحاضر، متأثرة بالتغيرات الاجتماعية والتكنولوجية.

عيد الفطر في الماضي: دفء العائلة وبساطة الاحتفال

كانت التحضيرات للعيد تبدأ قبل حلوله بأيام، إذ تنشغل العائلات بتنظيف المنازل وخبز الحلويات التقليدية مثل “المقروط” و”البقلاوة”..، في جو عائلي يجمع الأمهات والجدات. في صبيحة العيد، كان الأطفال يرتدون ملابسهم الجديدة، ويتسابقون إلى المساجد لحضور صلاة العيد، بينما يتبادل الجيران التهاني وزيارات التبريك، في مشهد يعكس روح التضامن الاجتماعي، كما كانت “العيدية” تقليدًا أساسيًا، حيث يمنح الكبار مبالغ رمزية للأطفال، تعبيرًا عن الفرح والبركة. و كان تقديم الطعام للزوار جزءًا من العادات الراسخة، حيث تُفتح البيوت لاستقبال الأقارب والجيران في أجواء مفعمة بالمحبة والبساطة.

عيد الفطر اليوم: بين التقاليد والتجديد

رغم حفاظ الجزائريين على كثير من العادات، إلا أن مظاهر العيد اليوم باتت مختلفة عنها في ما مضى بفعل التطور الاجتماعي. فقد حلت الحلويات الجاهزة محل تلك المصنوعة في المنازل، وأصبحت وسائل التواصل الاجتماعي وسيلة أساسية لتبادل التهاني بدلًا من الزيارات العائلية المكثفة.

كما شهدت “العيدية” هي الاخرى تطورًا، حيث لم تعد تقتصر على المال، بل أصبحت تشمل الهدايا وحتى التحويلات المالية عبر التطبيقات البنكية. اما عن الاحتفال فقد أصبحت العائلات تفضل قضاء العيد في رحلات قصيرة أو مطاعم بدلًا من التجمعات المنزلية التقليدية.

بين الأصالة والمعاصرة

رغم تغير بعض التفاصيل، إلا أن العيد في الجزائر يظل مناسبة خاصة تحمل في طياتها روح الفرح والتآزر. فالعادات الأصيلة لا تزال قائمة في الكثير من المناطق، وإن تغيرت طرق ممارستها. يظل العيد مناسبة تجمع بين القيم الدينية والاجتماعية، حيث يتجدد فيها الحب والود بين الأهل والأصدقاء، سواء باللقاءات المباشرة أو عبر الوسائل الحديثة فجوهر العيد واحدًا، يتطور مع الزمن دون أن يفقد نكهته المميزة، ليكون شاهدًا على ارتباط الجزائريين بتقاليدهم رغم تغير أنماط الحياة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

Translate »
آخر الأخبار